الدانمارك ستعود إلى حياتها الطبيعية

الدانمارك

الأقوال الداعية إلى تنفيذ تغييرات حقيقية ما زالت منفردة

بقلم: دوف لفيتان

الدانمارك مصدومة. الجالية اليهودية المذعورة تطلب حماية متزايدة على مؤسساتها، لكن الهجومين اللذين حدثا في يوم السبت لم يكونا مفاجئين. الشعور العام كان ان هذا مسالة وقت حتى يصل الارهاب القاتل إلى المملكة الهادئة. في العقدين الماضيين غمرت الدانمارك بالمهاجرين المسلمين حيث انهم من جهة حظوا بامتيازات كثيرة وسخية من دولة الرفاه ومن جهة اخرى امتنعوا عن الاندماج في المجتمع بشكل عام. هم يحافظون في اغلبيتهم بحرص على اسلوب حياة إسلامي يزداد تطرفا، فقد اقيمت المساجد وتم جلب ائمة من خارج الدانمارك عدد منهم معروف بأنهم يعملون في الوعظ الديني المتطرف.

منذ فترة طويلة والجالية اليهودية الصغيرة التي تتركز في العاصمة كوبنهاغن تشعر بالتهديد، قبل نصف سنة تقريبا على سبيل المثال كان هناك هجوم على مدرسة يهودية في اعقاب عملية الجرف الصامد. في يوم السبت الاخير بعد أن تم الاعلان عن العملية الارهابية الاولى توجه رؤساء الجالية إلى الشرطة وطلبوا الحماية الاضافية على الكنس، وقد تم هذا الامر. ورغم ذلك نجح ذاك الارهابي الذي عرف فيما انه من اصل فلسطيني، في ان يقتل حارسا يهوديا وان يجرح شرطيين.
رئيسة الحكومة الدانماركية شكرت الشرطة على عملها وعلى تضحيتها، وكذلك فعل رؤساء الاحزاب المختلفة، لكن كان هناك محاولة مقصودة لئلا ينشغلوا بالاسئلة الصعبة مثل كيف نجح المخرب مرتين ان يقتل مدنيين ويجرح شرطيين وان يخرج بسلام. عندما حاول مراسل تلفزيوني الضغط على رئيسة الحكومة، اجابت انه خلافا لدول اخرى (الولايات المتحدة؟)، «عندنا لا يطلقون اولا». هذا التصريح يشير إلى أن رئيسة الحكومة – اظهرت تعاطفا حقيقيا مع الضحايا، وشجبت الاحداث ووصلت إلى الكنيس في اليوم التالي للهجوم ـ لا تفهم بتاتا الوضع. بالنسبة اليها فان المقاربة الصحيحة هي ان تكون سلبا. حكومة تورننغ شميدت لا تستطيع الاعتراف بان الدانمارك مثل الدول الغربية الاخرى موجودة في حرب صعبة مع اوساط إسلامية اصولية. لكن العنوان كان يصرخ على الحائط: الإسلام المتطرف وجد له موطيء قدم في الدانمارك. مثلا بالنسبة لعدد السكان، الدانمارك هي «المزود» رقم 2 في غرب اوروبا بالمقاتلين من داعش.
في يوم الاحد قالت شميدت لليهود: «نحن لا نريد التنازل عنكم ـ انتم جزء مهم من المجتمع الدانماركي». لكن اليهود الدانماركيين خائفون. في الايام الاخيرة اجريت محادثة مع اصدقاء ومعارف في الجالية، ومن المهم ان اشير إلى ان اقوال رئيس حكومة إسرائيل التي دعا فيها يهود الدانمارك للهجرة إلى إسرائيل وجد صدا قويا. مرة تلو الاخرى قيل لي إنه محق. مع ذلك، علينا ألا نتوقع «موجات هجرة» من الدانمارك. الحياة في دولة الرفاه الصغيرة افضل واسهل، وستستمر اغلبية اليهود في العيش بين قطبي الكراهية الإسلامية الاخذة في التعاظم من جهة ومن جهة اخرى عملية انصهار بطيئة.
ايضا من القيادة السياسية علينا ألا نتوقع تغييرا كبيرا. الشرطة واجهزة الامن ستحصل على موارد اضافية، رئيسة الحكومة ستواصل بث التاييد والمحبة والتشجيع على المصابين، وستشجب الارهاب وتزعم ان الدانمارك موجودة في جانب «الاخيار»، والتغييرات او استخلاص النتائج والعبر ستصمد حتى العملية القادمة. الدانمارك لن تتخذ الخطوات المطلوبة مثل وقف النشاطات الإسلامية في الدولة، ويجب عدم توقع طرد الجهات المحرضة او سحب جنسياتهم.
في الايام الاخيرة سمعت اصوات مختلفة مثل صوت نائب رئيس الحزب اليميني اسبرسن، عضو البرلمان الذي يعتبر صديقا كبيرا لإسرائيل. لقد اتهم بصورة صريحة الحكومة بالمسؤولية عن الوضع الذي وجد جراء سياسة الهجرة الليبرالية التي اتبعتها. كذلك الصحيفة الهامة «يولاند بوسطن» دعت في مقال هيئة التحرير الذي نشر يوم الاثنين إلى اعادة التفكير وطلبت وقف الانتقادات القاسية ضد إسرائيل، لانها موجودة إلى جانب اوروبا في حربها ضد الإسلام. لكن في هذه المرحلة هذه اصوات منفردة ولا يبدو ان معنى الوقائع الجديدة اخترق وعي الدانماركيين.

إسرائيل اليوم 

 

حرره: 
م.م