"قاتلٌ خفي" خلفه الاحتلال وراءه في غزة

حرب غزة

زاهر الغول

(خاص) زمن برس، فلسطين: لا تقتصر آثار الحرب التي شنها الاحتلال مؤخراً على قطاع غزة، على الشهداء والمصابين والدمار الذي خلفه الاحتلال ، بل هناك آثار أخرى قاتلة، ولعل أبرزها ما يبدأ يظهر مؤخراً من تزايد واضح في أعداد المصابين بأمراض غريبة وخطيرة ومختلفة يعتليها حالات ظهرت حديثاً مصابة بمرض السرطان، نتيجة القذائف والصواريخ والمواد السامة التي أطلقها الاحتلال على غزة، بالإضافة الى المواد المتفجرة وما نتج عنها من أدخنة ومواد إشعاعية، في ظل واقع صحي يعجز عن توفير رعاية صحية مناسبة تواجه المرضى في مختلف المراحل التي يمرون بها.

وأظهرت نتائج فحوصات أجرتها وزارة الصحة بمساعدة متخصصين دوليين عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع لـ 18 عينة من الأنسجة و 95 عينة من الشعر أخذت من أجساد شهيدات و جريحات و أطفال، أظهرت وجود معادن ثقيلة مسرطنة وسامة في أجسامهم، إلى جانب وجود إشارات واضحة ترجح حدوث تشوهات وتسمم للأجنة وإعاقة تطورها الجنيني، عدا عن أن زيادة تركيز هذه المعادن(شظايا) في الجسم  سيؤدي لإصابات بأمراض السرطان، فيما أظهرت الفحوصات المشار إليها عند مقارنتها مع تقرير جديد أشار إليه خبراء أسلحة بريطانيين أن إسرائيل استخدمت خلال الحرب الأخيرة صواريخ أكثر تطورا وتحتوي بعضها على "يورانيوم منضب"، وهو ما يترك تأثيرات بالغة في الآثار الجينية للمتأثرين بها.

وفي تقرير صادر عن برنامج العون والأمل لرعاية مرضي السرطان بغزة تبين  أن نسبة مرضى السرطان المسجلين لديه في القطاع شهدت ارتفاعًا ملحوظًا منذ أب/أغسطس من العام 2014.

وصرح مدير الارتباط في وزارة الصحة رفعت محيسن وفي نهاية العام  2014بأنه قد تم تحويل 6524  حالة تتوزع ما بين حالات أورام ودم  ومسح ذري إلي مشافي الخط الأخضر والضفة الغربية والقدس والأردن، ناهيك عن عدد المحولين إلى مصر.

الاستشاري في علاج الأورام بمجمع الشفاء الطبي د. زياد الخزندار، قال إنه يتم اكتشاف حوالي (75) مصابًا بمرض السرطان في مجمع الشفاء الطبي بشكل شهري.

مؤكدا أن عدد المرضى المسجلين في مجمع الشفاء الطبي في قسم الأورام (4500) مريض، مضيفاً: إن سرطان الرئة للذكور (19%) من مجموع الإصابات ، في حين يشكل سرطان الثدي للإناث  (31%)، مشيرا إلى وجود زيادة في عدد الحالات المكتشفة والمصابة بمرض سرطان القالون والتي بلغت نسبة الإصابة به قرابة (18%) من مجموع الإصابات، بالإضافة لسرطان البروستاتا والمعدة.

وأرجع الخزندار في حديثه لزمن برس،  أسباب الإرتفاع في عدد المصابين بأمراض السرطان، إلى تعدد الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة واستخدامها الأسلحة المحرمة دوليا كالفسفور واليورانيوم المخصب التي أثبتت منظمة الصحة العالمية أن تلك الأسلحة تسبب الإصابة بمرض سرطان "الرئة والدم".

وبين أحمد الشرفا رئيس قسم الأورام في المستشفى الأوروبي، وجود اشكالية في حصر أعداد المرضى والمصابين بمرض السرطان في قطاع غزة؛ لتوقف عدد من العاملين في مجال الإحصاء عن العمل والنقص الحاد في أعداد الموظفين المتخصصين.

وبين الشرفا في حديثه لزمن برس ارتفاع تكلفة علاج السرطان، الى جانب عدم توفر عدد من الأدوية في غزة، لافتًا إلى أن بعض الجرعات تصل تكلفة الواحدة منها لخمسة آلاف دولار، مضيفًا: "إن القطاع يعاني من أزمة نقص أدوية السرطان منذ أعوام وزادت تلك النسبة ما بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأشار إلى أنه يتم تحويل العديد من المرضى للعلاج في الخارج؛ نظرًا لعدم توفر أدوية السرطان بغزة، مضيفًا: "إذا استمر الوضع على ما هو عليه في غزة سيزيد تحويل المرضى للخارج".
 

حرره: 
م.م