كيف خدع نتنياهو حلفاءه وخصومه؟ "قصة الفوز المفاجىء"

نتنياهو

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: "هذا كما يبدو سحر، ومن وضعه، يُظهر أن نتنياهو يوشك خسارة الانتخابات، ليصبح المنتظر الأكبر. قبل الانتخابات كان خلف هرتسوغ بأربعة مقاعد،  وخلال أربعة أيام أضاف عشرة مقاعد، ووجه ضربة قاضية لخصمه،  كيف فعل نتنياهو ذلك وماذا جرى هنا؟"، هكذا عقب نعوم فيردي المعلق السياسي للقناة العاشرة الاسرائيلية على فوز نتياهو المفاجىء.

وفسر الخبير الإعلامي الإسرائيلي  موشى دافي انتصار نتنياهو المفاجىء بالقول "الاستطلاعات لم تُخطىء، ويجب التأكيد على أن الاستطلاعات التي أجريت بتمويل نتنياهو أظهرت إخفاقه،  شخصيات رفعية داخل الليكود من بينهم أشخاص مقربون من نتنياهو، كانوا يعتقدون أن الليكود سيخسر لصالح المعسكري الصهيوني بفارق أربعة مقاعد".

بالإمكان، استبعاد إمكانية الخطأ في الاستطلاعات التي سبقت الانتخابات، التي صورت الواقع، ولكن في الأسبوع الأخير نتنياهو غير أساليبه عبر رسالة واحدة ومركزة، مفادها:" اذا صوتم لصالح، أي حزب آخر من اليمين غير الليكود  فإن اليسار سيتولى سدة الحكم".  وبهذه الرسالة بدأ نتنياهو الأسبوع الأخير قبل الانتخابات.

ومارس نتنياهو حملة تخويف للإسرائيليين فخاطبهم قائلاً في أكثر من مناسبة "اذا لم نردم الفجوة في الأيام القادمة، بين الليكود وحزب العمل، فإن ذلك يعني وجود خطر حقيقي،  بأن تصبح تسيبي ليفني ويتسحاك هرتسوغ، رؤساء للحكومة المقبلة في دولة اسرائيل،  بدعم من القائمة العربية المشتركة".

وطبق نتنياهو خطة خداع، ودفع مصوتي أحزاب اليمين للتصويت لصالحه،  وفي مسيرة اليمين في ميدان رابين  وعلى الرغم من أن غالبية المتظاهرين جاءوا من المستوطنات الذين يصوتون تقليداً لحزب البيت اليهودي الذي تزعمه نفتالي بينت فقد كرر نتنياهو رسالته مجدداً "في حال لم نردم هذه الفجوة، سيكون خطر حقيقي، أن تصل لسدة الحكم حكومة يسارية"،  وبذلك عمل نتنياهو في تلك اللحظة على جبهة مواجهة حزب البيت اليهودي، وانحاز  نحو اليمين إلى اقصى مدى، لدرجة التعهد في حال تم انتخابه فإنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية، وفقاً لما صرح به.

وفي ميدان رابين عزف نتنياهو على وتر عاطفي قائلا "لذلك فإن طريقنا مختلفة، نحن نحافظ على القدس،  على كل اجزاء القدس،  تحت سيادة اسرائيل".

وعن التكتيك الدعائي الذي اعتمده نتنياهو  قبل بداية التصويت يقول الخبير الإعلامي الاسرائيلي  موشى دافي  "في الواقع قال لهم إن البيت يحترق،  وأنا اتعهد أنني لن أقسم القدس وأنا سأحافظ على دولة اسرائيل وسأحافظ على الوطن، والأمر الآخر الذي فعله في اليوم الأخير، قوله إن" جموع العرب تسارع  الى صناديق الاقتراع وتعالوا للتصويت، و في نهاية الأمر فإن الحملة الدعائية التي تحمل عنوان البيت يحترق أعاد الليكود الى الحكم".

وعلى الجبهة الثانية أطلق نتنياهو وعداً بمنح  موشي كلحون، وزارة المالية لدفع مصوتي الليكود الذين تحولوا لحزب "كولانو" الذي يتزعمه كحلون للعودة إلى الليكود
ولكن نتنياهو في اللحظة الأخيرة قرر توجيه الجهود إلى مشاعر ناخبي اليمين وخاطبهم قائلا :" مبالغ مالية ضخمة، يتم ضخها من خارج البلاد، لجمعيات اليسار ولجمعة v15، لتحقيق هدف واحد هو استبدال حكم الليكود برئاستي".

وفي الأيام الأخيرة، جعل نتيياهو تصريحاته أكثر تطرفاً،  وهذا يشمل التصريح الذي أطلقه يوم الانتخابات عندما قال إن العرب يسارعون إلى صناديق الاقتراع ضمن عملية تصويت منظمة، وبذلك أثار الهلع في أوساط الإسرائيليين ودفع اعداد كبيرة للمسارعة "لإنقاذ اسرائيل" من فوز العرب الذين سيدعمون أي انسحاب من القدس، وفقاً لما صرح به نتنياهو. 

حرره: 
م.م