الحريديون لا يهمهم مصالح الدولة بقدر اهتمامهم بمكاسبهم

جُنَّ صاحب البيت
بقلم ابيشاي عبري
انوي كتابة جملة، لم يفكر اي اقتصادي في وزارة المالية كتابتها: يائير لبيد على حق. ليس في مخططاته الاقتصادية كما هو مفهوم، ولكن والتي كانت بمعظمها تافهة ان لم تكن مدمرة حقا. القصد هو رده على الاتفاق الإتلافي الذي تم توقيعه بين الليكود ويهدوت هتوراه. قال لبيد ان نتنياهو «يبيع قيم دولة إسرائيل مقابل ائتلاف». ان الشجار ما بين عائلة لبيد والحريديين مشهور ومعروف، وليس بالامكان ان نضيع عليه المزيد من الكلمات.كما ان الانتقاد (المُحقّ) الموجه ضد لبيد والقائل بانه كان بوسعه تحقيق انجازات سياسية ثابتة وهامة افضل للجمهور الصهيوني، لو كان قد أخفض قليلا اللهيب الإعلامي لحربه الايدولوجية ضد الحريديين- وهذه ايضا قيل عنها ما يكفي.
ولكن مع كل هذا، علينا ان نتذكر انه بالاساس ان لبيد ذو الشعبية والسياسي غير الناضج، على حق، وأن السياسيين الحريديين ،المتمرسين والاذكياء مخطئون.
الحريديون، ويبدو ان علينا اعادة تذكير الناخب الإسرائيلي بذلك، ليسوا صهيونيون. لا بالايدولوجيا والاكثر من ذلك بمرات ليسوا بالممارسة العملية.الصهيونية ليست فقط التزام ايدولوجي ضبابي. في الواقع القاسي للدولة اليهودية في الشرق الاوسط ،فان الصهيونية تحمل معانٍ عملية وآنية.ان حقيقة ان التعليم الذي يعطيه الحريديون لأولادهم يمنعهم من الخدمة في الجيش، وليس اقل خطورة، الاندماج في سوق العمل الحديث،هي حقيقة حاسمة. نمط الحياة الحريدي يتسبب لإسرائيل بضرر مباشر. معناه جنود اقل يحملون السلاح ومواطنون اكثر غير متعلمين يصبحون عبئا على القطاع المنتج.
ليس في هذا ما من شانه المس بالحريديين كبشر. بصورة شخصية وايضا بصورة جماعية ليس هنالك شك بان الامر يتعلق بيهود متحمسين، من لحمنا ودمنا،جمهور ممتاز من اشخاص غالين وحكماء، يمتاز ببعض الصفات الممتازة تفوق المجتمع الإسرائيلي الصهيوني. ولكن كل هذا لا يغيِّر حقائق الحياة:القطاع الذي لا يتجند للجيش لا يساهم في حمل العبء الامني،وهذا يتحول حالا إلى عبء اكبر على الباقين. ان قطاعا يتهرب من التعليم العصري ويعلم اولاده الجهالة (من اجل المحافظة على ميكنزمات القوة الداخلية له)- يتهرب من عبء كسب الرزق العام، وهذا يتحول حالا إلى عبء اثقل على الباقين.
فكروا بهذا-كم من الاشخاص كان بامكانهم ان يكونوا باحثين وأطباء ومهندسين ومطورين وعلماء ،الدولة بحاجة لهم، ونظرا لأن الايدولوجية الحريدية فرضت عليهم الخروج إلى سوق العمل في سن متأخرة وبدون ثقافة مناسية،سيقومون بالعمل في الاعمال البسيطة، غير متطورة وغير مرضية او كافية-ليس لهم ولا للمجتمع او للدولة؟
هذا قبل ان نتكلم عن مخصصات الاولاد.وهذه تحولت منذ فترة لتصبح النموذج المركزي لنشاط المجتمع البدوي، الذي تحول بمرور الزمن إلى مجتمع اكبر، واكثر فسادا وانحرافا واكثر عداءً للدولة. الحريديون لا يهمهم. هم يتمتعون بمخصصات الاولاد،وحقيقة ان الدولة تموِّل بذور الانتفاضة القادمة، انتفاضة بدو النقب، لا تعنيهم.
وهكذا، لقد قلت ذلك: ان يائير لبيد مخطيء في العديد من الامور وهو ليس شخصا يتمتع بحكمة سياسية، ولكن في هذه المسألة هو على حق.الحريديون ليسوا صهيونيون.ما يهمهم هو مصلحة المجتمع الحريدي وليس مصلحة الدولة.ان نتنياهو يبيع حقا مصالح الدولة الصهيةنية مقابل ائتلاف. مؤسف ولكنه حقيقي.
معاريف