بيبي يقرر افعاله حسب شركائه وليس مبادئه

نتنياهو

نتنياهو هو الأول
بقلم باروخ ليشم

 

في حملة الانتخابات الاخيرة أخذ الجمهور الانطباع بانه مطالب بان يختار رئيس وزراء ليدير الدولة. طريقة الانتخاب المباشر لرئاسة الوزراء الغيت في 2001 ولكن رجال الدعاية واصلوا بيع الجمهور البضاغة القديمة اياها. «هذه إما أنا أو هم»، أعلن نتنياهو في البث الدعائي ونجح في اقناع غير قليلين. وفي المفاوضات الائتلافية يتبين بان هذه هي هم وليس هو. والمقصود هو الاحزاب التي ستدير رئيس الوزراء التالي.

يعرف منصب رئيس الوزراء بانه الاول بين متساوين. فهو الذي يدير جلسات الحكومة ويقرر جدول أعمالها. في التصويت صوته مساوٍ لصوت كل واحد آخر من وزرائه. ومن أجل اتخاذ قرار ما فانه مطالب بان يتوصل إلى توافق منفصل مع كل حزب في الائتلاف. وحسب الاتفاقات الائتلافية المتبلورة هذه الايام سيكون نتنياهو الاول بين متساوين أكثر.

احدى المزايا البارزة لسياسة الحكومة السابقة كان تصديها لمسألة المساواة في العبء. في كل دولة ديمقراطية في العالم واضح بان كل المواطنين يتمتعون بذات الحقوق ولكنهم متساوون ايضا في كل الواجبات. وبطريقة ما عوجاء نجحت الحكومات في إسرائيل في الماضي في التنكر لهذه المبدأ الاساس والقول ان دماء بعض من المواطنين فقط هو الذي سيسفك في حروبها.

ان الغاء العقوبات الجنائية في قانون التجنيد، والذي اتفق عليه بين الليكود ويهدوت هتوراة يقول في واقع الامر ان هذا الاصلاح الهام قد الغي. وسيارة ضابط الجيش الإسرائيلي التي دخلت إلى حي مئة شعاريم لزيارة الجنود الاصوليين رجمت بالحجارة وحطم زجاجها؟ أحد ما على ما يبدو شعر بان روح جديدة تحوم في أروقة الحكم وهذا هو الوقت للافعال أيضا. نعود إلى العصر الحجري.

صحيح، للحكومة الجديدة الحق في تغيير السياسة. فلهذا الغرض تجرى الانتخابات في إسرائيل. اذا كنتم غير راضين عن قرارات حكم ما، فمن حقكم ان تستبدلوه. ولكن ما هو حكم رئيس الوزراء الذي انتخب مرة اخرى ويغير سياسته وكأنه يغير جرابه المتسخ؟ فهو الذي قاد هذا القانون، مع يئير لبيد، في الولاية السابقة.
ما الذي تغير؟ لقد بقي لبيد في المعارضة ودخل ليتسمان إلى الائتلاف. بمعنى أن نتنياهو يقرر افعاله حسب شركائه وليس حسب مبادئه. واذا أردنا أن نفهم ماذا سيفعل نتنياهو في حكومته الرابعة، سيتعين علينا أن نعرف ما الذي سيوافق عليه ليبرمان، بينيت ودرعي. كل واحد منهم يمكنه أن يقرر استمرار وجود الحكومة التالية، بمعنى استمرار وجود نتنياهو كرئيس للوزراء.

فهل سينجح هذا؟ هذه هي المسألة المشوقة التي ستكون على جدول الاعمال السياسية للحكومة التالية. من سينتصر في الدوري الهام للسياسة الإسرائيلية: نتنياهو المساواة في العبء، الذي قاد مع لبيد، أم نتنياهو العبء على الجمهور العلماني فقط، الذي قاد مع ليتسمان ودرعي.

ستدعي المعارضة وعن حق، بان هذا هو السبب الذي يجعل الجمهور يفقد ثقته بالساحة السياسية. وقد تعلم في الرياضيات بانه بين نقطتين يمر فقط خط مباشر واحد؛ بينه وبين السياسيين يمر فقط خط أعوج واحد. لا توجد أي صلة بين اقوال السياسيين في الماضي وافعالهم في المستقبل. كل صباح هو فجر يوم جديد بالنسبة لهم، حتى لو كان الحديث عن سياسي اليوم القديم.

أما نتنياهو فسيدعي، وعن حق، بانه سبق أن قام بهذه المناورات في الماضي وقد اشتراها الجمهور منه. فكلما عذبوه هكذا يكثر وينطلق بهتافات الفرح. والدليل هو ان الجمهور منحه أغلبية ساحقة. قبيل الانتخابات القادمة سيعود بيبي ليعد باصلاح المساواة في العبء وسيحظى بولاية اخرى. وهكذا سينتصر نتنياهو على نتنياهو. او بالعكس: نتنياهو سينهزم امام نتنياهو.

يديعوت

حرره: 
س.ع