مشاورات الحكومة متوقفة والمصالحة معطّلة
رام الله: اكد محمود الزهار احد قادة حماس البارزين لـ'القدس العربي' مساء أمس الاحد بأن الاتصالات بشأن تشكيل حكومة تكنوقراط برئاسة الرئيس محمود عباس لانهاء الانقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية متوقفة، مضيفا 'الاتصالات بشأن تشكيل الحكومة متوقفة الآن'، وذلك في ظل سعي حركة فتح تنفيذ بعض بنود اتفاق المصالحة وتأجيل الاخرى، مشيرا لسعي الحركة لتغيير نظام اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتفق عليها وفق اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية. واوضح الزهار بان ملف المصالحة متوقف حاليا بسبب سعي السلطة الفلسطينية لتنفيذ بند اجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في حين تعطل باقي ملفات اتفاق المصالحة.
من ناحية أخرى قال الرئيس عباس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، مساء أمس الأحد، إن تعليق عمل لجنة الانتخابات المركزية في غزة يعني تعطيل المصالحة التي تم الاتفاق عليها في كل من الدوحة والقاهرة (لقد تفاجأنا يوم الاثنين الماضي بإيقاف نشاطات لجنة الانتخابات المركزية التي بدأت في غزة، ولا نعرف الأسباب وهذا يعني تعطيل المصالحة الفلسطينية التي تم الاتفاق عليها في كل من الدوحة والقاهرة).
وحول موقف حماس، شدد الزهار على ان حركته لا يمكنها مسايرة برنامج حركة فتح بقيادة عباس المتناقض مع اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية، والقائم على الانتقائية في تنفيذ بنود الاتفاق، وقال: 'نحن اتفقنا ان هناك خمسة ملفات، 3 ملفات صغيرة تتم في وقت واحد، وهما ملف منظمة التحرير والمجلس الوطني وملف الرئاسة والمجلس التشريعي، ولكن الان كل الشغل - من فتح - يتم فقط على اساس اجراء ملف الانتخابات الرئاسة والتشريعية، وذلك مع التركيز فقط على ان تتم المراقبة على غزة ولا تتم على الضفة الغربية، وهذا يؤكد لك بان هناك تعطيلا من جانب رام الله لتحقيق الهدف الاساسي من اجراء الانتخابات وهي انتخابات حرة ونزيهة' في ظل تواصل قمع الحريات والملاحقة لحماس في الضفة الغربية، على حد قوله.
وشدد الزهار على ان فتح تسعى لانتقاء البنود التي تريد تنفيذها من اتفاق المصالحة الامر الذي ترفضه حماس، وقال 'عليهم ان يلتزموا بما تم الاتفاق عليه حتى تسير عملية المصالحة للامام'. واوضح الزهار بأن موضوع الحريات في الضفة الغربية يعرقل تنفيذ اتفاق المصالحة بحجة ان الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية تواصل ملاحقة نشطاء حماس وعدم توفر الحريات، مضيفا 'هل تستطيع اجراء الانتخابات في ظل غياب الحريات؟ كيف يمكن ان يرشح انسان نفسه في الانتخابات ويجد نفسه معتقلا؟".
وتابع الزهار 'رام الله ليست نواياها خالصة - لتنفيذ المصالحة- والآن تريد ان تغير ما تم الاتفاق عليه، ليس فقط في عدد الدوائر الانتخابية من 25 دائرة - وفق نظام الدوائر الانتخابية - و 25 نسبي الامر الذي قبلناه على مضض. الان يتم الحديث على انه كله نسبي، وبالتالي انت امام اناس وقعوا على اتفاقيات ولا يريدون ان يطبقوها'. وشدد الزهار بان سعي فتح الى اجراء الانتخابات وفق التمثيل النسبي الكامل في مخالفة لما اتفق عليه في اتفاق القاهرة للمصالحة الوطنية يعرقل الشروع في تنفيذ اتفاق المصالحة على ارض الواقع الى جانب قمع الحريات المتواصل في الضفة الغربية على حد قوله. وبشأن الوقت المتوقع لاتمام المصالحة قال الزهار' عندما يتم الالتزام بما تم التوقيع عليه واحترامه يصبح عندنا تطبيق للمصالحة'، مضيفا 'المصالحة تحتاج لنوايا خالصة من جانب رام الله'.
ومن جانب آخر، نفى الزهار وجود اتصالات مع الجهات المصرية لترتيب لقاء بين الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي ورئيس الوزراء الفلسطيني المقال في غزة اسماعيل هنية. واضاف الزهار 'من المبكر الحديث عن هذا الموضوع، فالرجل لم يستكمل مؤسساته الادارية في مصر، ولذلك هذه الاشياء تربك النظام المصري، فعندما تكون مصر جاهزة سيتم ترتيب هذا الموضوع'.
القدس العربي
_________
آ ج