زيارة "تأسيسية" لعمّان ونصيحة لإخوانها
عمان: قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، إن زيارته إلى الأردن هي زيارة " تأسيسية" طبيعية جاءت استكمالا للزيارة التي بدأها مطلع العام الجاري، من شأنها أن ترمي إلى تطوير العلاقة السياسية مع مستويات القرار في البلاد، مرحباَ بأي دور أردني رسمي لدعم المصالحة الفلسطينية الداخلية. وأوضح مشعل خلال لقاء خاص حضرته "سي إن إن" مع عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة عمان، أنها جاءت في سياق مجموعة من العوامل والمتغيرات الإقليمية والدولية ، مؤكدا رفض الحركة مجددا لأية أحاديث أو توجهات متعلقة بالوطن البديل أو المضي في أية مشروع سياسي " على حساب الأردن."
وقال مشعل الذي وصف الزيارة بالايجابية على جميع المستويات :" إنها تأتي في تطور العلاقة الطبيعية التي بدأت منذ مطلع العام في شهر يناير وليس في أي سياق آخر ، معتبرا أن علاقة حماس بالرسمية الأردنية هي جزء من الرسمية الفلسطينية. وفيما اعتبر مشعل أن الزيارة بمثابة فتح صفحة جديدة مع الأردن، أشار إلى أن ذلك "ليس على حساب علاقة الأردن مع السلطة الفلسطينية."
وحول الجدل المستمر بشأن عودة مكاتب حماس إلى الأردن، أكد مشعل إبلاغه لمسئولين أردنيين أن الحركة لا "تريد إعادة فتح مكاتبها" في عمان ، وان الأهم هو "الحفاظ على التواصل مع القيادة الأردنية ومستوياتها". وأعرب مشعل عن استيائه مما تداولته بعض التقارير الإعلامية محلية في البلاد، بشأن تدخل حماس في توجهات جماعة إخوان الأردن المعارضة المقربة منها، أو مشاركتهم في الانتخابات وبعض القضايا المتعلقة بملف الإصلاح السياسي الأردني. إلا أن مشعل أشار وبوضوح إلى أن مسئولين أردنيين من مستويات مختلفة، طلبوا من حماس تقديم "نصيحة" سياسية لجماعة إخوان الأردن ، حيث لوحت الأخيرة بمقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة في حال الإبقاء على نظام الصوت الواحد في قانون الانتخاب. وقال :"بكل وضوح طلب مسئولون في الدولة الأردنية قول كلمة خير للمعارضة الأردنية متعلقة بالشأن الداخلي وباتجاه التوافق ..وكان هناك رغبة بتقديم النصيحة والتأكيد على أهمية استمرار الحوار مع القنوات الرسمية الأردنية واحترمنا حدود ما يمكن أن نقوله ..ودون تسويق موقف على موقف."
وفي السياق، أكد مشعل أن حركة حماس ليست معنية "بحالة الاستقطاب الداخلية لدى إخوان الأردن" بين تياراتها المختلفة، وأن ما يجري الحديث عنه من تجاذبات والقول بأن "حماس تدعم أحد التيارات دون الآخر" هو شأن الإخوان ولسنا مسئولين عنه." وأضاف :" لمسنا روحا إيجابية أردنية في دعم المصالحة الفلسطينية ونحن لا نلغي دور أحد أو نرفضه والآن نحن بانتظار استكمال الحوار في القاهرة مراعاة لأولويات الانتخابات المصرية بعد الثورة ومصر ما تزال للان الراعي الأول للمصالحة."
وفيما يتعلق بتأخر المصالحة الداخلية، قال مشعل إن جملة من المعيقات تحيط بها، من بينها القطيعة الداخلية التي استمرت لسنوات، وكذلك العوامل الخارجية المتعلقة بالضغوطات على السلطة الوطنية الفلسطينية و ما أسماه " "اشتراطات المصالحة". وقال :" هناك عوائق خارجية وداخلية وهناك تخوفات من منطق حزبي، لقد قطعنا خطوات باتجاه المصالحة في القاهرة وفي الدوحة بل وقدمنا مرونة وحتى تنازلات خاصة فيما يتعلق بالموافقة على الرئيس عباس وبحثنا تشكيل الحكومة وبعض الأسماء ،الجهد مبذول لكن العوائق ما زالت قائمة."
إلى ذلك، أكد مشعل أن انتخابات حماس الداخلية التي بدأت منذ أشهر قليلة، بصدد استكمالها وصولا إلى انتخاب مجلس شورى عام للحركة ، إضافة إلى انتخابات رئيس الحركة والمكتب السياسي. وقدر مشعل أن استكمال الانتخابات قد يستغرق الشهرين ، مرجعا ذلك إلى "التبعثر الجغرافي" للحركة.
وكالات
______
آ ج