حادثة كيري..«بنشر» في المفاوضات مع إيران

زلمان شوفال
هل ستغير قدم كيري المكسورة الواقع فيما يتعلق بالقنبلة الإيرانية؟ وزير الخارجية الأمريكي كسر قدمه هذا الاسبوع حينما أخذ استراحة من المفاوضات مع وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، وهو يُعالج في مشفى في بوسطن في الولايات المتحدة. في لقائهما الاخير يوم السبت لم ينجح الاثنان في التوصل إلى نفس العمق بخصوص الاتفاق، وتقرر الاستمرار في اليوم التالي. لكن هذه الخطة لم تتم.
قبل الحادثة كان ظاهرا الشك حول امكانية التوصل إلى الموعد المرجو، وتحول الشك الآن إلى يقين لأن المفاوضات توقفت عند النقاط الأساسية التي ستقرر اذا كان هناك اتفاق: هل ستسمح إيران للمراقبين الدوليين الدخول إلى المواقع العسكرية، وما هو الجهاز الذي سيُمكّن من استئناف العقوبات اذا أخلّت إيران بالاتفاق. حتى الآن نجح الإيرانيون في مراوغة مدراء الامم المتحدة بتقديم أنواع مختلفة من التنازلات، معظمها مخادعة، في امور ليست جوهرية تتعلق بالبرنامج النووي العسكري، واستغلالهم التأييد الاساسي من روسيا والصين ورغبة اوباما الكبيرة في التوصل إلى الاتفاق.
كان الإيرانيون مقتنعون جدا بقدرتهم على لي ذراع أو الضحك على الطرف الآخر. وفي خطاب للأمة في نهاية الاسبوع الماضي تحدث الرئيس حسن روحاني بألوان باهرة عن جميع الافضليات التي تنتظر الاقتصاد الإيراني في أعقاب رفع العقوبات الاقتصادية. من جهة اخرى فان عضو رفيع المستوى في وفد المباحثات، حميد بريدي نجاد، قال إن «إيران لن تسمح بالرقابة من قبل جهات غريبة في المواقع العسكرية».
كانت لكيري وظيفة ودور أساسي في الجهود أمام إيران، وليس أقل من ذلك محاولة اقناع شركائه الاوروبيين، وبالذات حكومة فرنسا التي هي متحفظة، بأن يُلينوا مطالبهم من طهران. كير خطط في هذا السياق لاجراء عدة لقاءات سياسية اوروبية، لكن من الواضح أن خططه ألغيت حاليا. وذلك لا يعني أن فرص انتهاء المفاوضات حتى 26 حزيران قد انتهت (هناك من يقول إن الموعد هو 30 حزيران)، لكن لا يجب ايضا الغاء امكانية أن الغياب المؤقت للشخصية الأساسية الغربية، على مفترق مهم من المفاوضات، سيكون له تأثير على سرعة التقدم في هذه المفاوضات.
نشرت في الولايات المتحدة في الاسبوع الماضي مقالتان مهمتان حول الموضوع الإيراني ـ واحدة لـ ري تكي، وهو شخصية رفيعة المستوى في مجلس السياسات الخارجية من أصل إيراني. وقد قال إن الاتفاق المقترح سيعزز القيادة المتطرفة لآيات الله وزيادة تشددها. وفي المقالة الثانية التي كتبتها شخصيات رفيعة المستوى في حكومات أمريكية سابقة زُعم أن «العناصر المسيطرة في إيران تتعامل مع الولايات المتحدة كعدو، لذلك لا يرون فيها شريكة ضد داعش». وسيُظهر المستقبل مقولة «كل شيء بسبب مسمار صغير» في الحديث عن حادثة الدراجة الهوائية.
إسرائيل اليوم