هموم المرض والفقر تغزو بيت عائلةٍ في خان يونس

صورة من الأرشيف

سعيد قديح

(خاص) زمن برس، فلسطين: إلى بيتٍ بسيطٍ استأجره مؤخرًا لجأ سراج صوالي ( 35 عامًا ) برفقة زوجته آية ( 27 عامًا ) وبناته الثلاث، بعدما ضاق بهم العيشُ في بيت أهله الذي يقطنه خمسون فردًا في منطقة بطن السمين بخان يونس.

وحين جاءت طفلته سجا ( أربع سنوات ) لتجلس قربنا، أشار إليها بإصبعه قائلًا لزمن برس:" هذه ابنتي مصابة بزيادة شحنات الكهرباء في جسمها، لقد نفذ علاجها، وبدأت التشنجات تصيبها في الفترة الأخيرة كثيرًا، ظروف العيش الصعبة كما ترى بعينك هي السبب، وسعر الدواء لم يعد بإمكاننا توفيره، ولم تعد الصيدلية القريبة تقبل أن نستدين منها".

ناهيك عن أن طفلته الكبرى سميرة ( خمس سنوات ) أيضًا مصابة بزيادة شحنات الكهرباء في جسدها، أما أصغرهن ليَا ( سنة وأربعة شهور ) مصابة بسوء التغذية، والأب نفسه مصاب بمرض السكري الذي يتعبه كثيرًا على حد قوله.

ويتابع الأب قائلًا:" من عملي على بسطةٍ في السوق، أحاول تدبير أمور البيت، إلا أن العائد من هذا العمل لا يكفى حتى لسد ايجار البيت، أو شراء أدوية الأطفال أو شراء غسالة تتمناها الزوجة كل يوم لتريح نفسها من عناء غسل الملابس بيديها والذي يرهقها كثيرًا، وقد حل علينا شهر رمضان وثلاجة البيت شبه فارغة من الخضروات والفواكه".

زوجته آية هي الأخرى عبرت عن معاناتها من ظروف العيش الصعب، بالقول:" كل ملابسنا وملابس بناتنا بنجيبها من دلاّل السوق، يعني كلها ملابس مستعملة، مين بيرضى على أولاده يلبسوا هيك ؟ والله البلوزة بخيطّها أكثر من مرة لحتى نمشّي فيها الوضع لحد ما يفرجها ربنا".

تُحضر الأم تقارير طبية تشرح وضع بناتها، وأوراق بأدوية مكتوبة لاقتنائها من الصيدليات، وتضيف:" أتمنى في يوم من الأيام أن أشترى لهن كسوة كاملةً، يفرحهن فيها أسوةً بالبنات في نفس سنهن، أتمنى أن يأتي يوم ولا نشكو فيه من عدم قدرتنا على توفير دواء لهن، أملنا في الله تعالى قوى، ولن يخذلنا الله أبدًا".

وكان سراج في بداية بحثه عن بيت للإيجار قد عاني كثيرًا وذلك بسبب أسعار الإيجار المرتفعة في قطاع غزة بالمقارنة مع الوضع المعيشي للناس وتحديدًا بعد العدوان الإسرائيلي الأخير وازدياد الشقق والبيوت والمؤجرة لعائلاتٍ دمرت اسرائيل بيوتها إلى أن وجد البيت الذي يسكن فيه حاليًا، والذي يواجه صعوبة كبيرة في توفير أجرته، أو مصاريف أطفاله ومستلزمات الحياة الأساسية في البيت.

ويضطر دائمًا للاستدانة من الدكاكين والصيدليات القريبة وسرعان ما ينتهي الشهر لا يجد ما يسدُّ فيه هذه الديون، ليلجأ إلى أقاربه من أجل استلاف مبلغ بسيط لبعض الوقت، إلا أن هذه المحاولات لا تنجح دائمًا كما يقول صوالي.

ويتمنى الأب من المعنيين بالمساعدة قائلًا:" أتمنى أن لا ينسونا في هذا الشهر، ليكونوا سببًا في فرحة أطفالي وبسمتهم، أهل الخير كثيرون ولم نفقد أملًا أبدًا في أن يكونوا معنا ولجانبنا في هذه المحنة، وكل عام والحال أفضل".

________________________________________
رقم للتواصل مع العائلة : 0597210109
ملاحظة: لم نورد صورًا في القصة نظرًا لعدم رغبة العائلة بالتصوير ومن باب حفظ الخصوصية كما طلبوا.

حرره: 
م.م