بالفيديو ولأول مرّة .."ضحايا الشمس" يكشف المستور!

صورة من الفلم

سماح عرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: اثنان وعشرون دقيقة من الألم والصدمة والدهشة لمشاهد تمثيلية وأخرى حقيقية جُسدت في فيلم "ضحايا الشمس" الذي يعرض حالاتٍ تعرضن للتعذيب والقتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة.

فيلم "ضحايا الشمس" من إعداد الإعلامية جمان قنيص وللمخرج مراد نصار، فيلم يحاكي واقعاً أليماً ولربما الحديث عنه يوقعنا في "المستور" الذي لطالما ظل في العتمة ينهش في حقوق النساء وكرامتهن.

جاء الفيلم ليخرج النساء المظلومات إلى الضوء، وتفصيل كل تلك القصص التي اقترنت "بشرف العائلة؛ كلما ورد نبأ عن مقتل فتاة أو امرأة ويتم التحفظ على ملابسات القضية لحين صدور قرار التشريح الذي لا يصل كل تلك الألسنة التي نهشت عرضها وحدث ما حدث.

وتناول الفيلم الكثير من الجوانب وكان أكثرها إيلامًا هو ما قاله طبيب من معهد الطب الشرعي :"إن ما نسبته 90-95% من المقتولات على خلفية ما يسمى الشرف كن عذراوات".

وعن السبب في تسمية الفيلم بـِ "ضحايا الشمس" قالت معدة التحقيق جمان قنيص:" سمي هكذا لأن هؤلاء النساء يُقتلن في وضح النهار وتحت ضوء الشمس دون أن يحرك كثيرون ساكنًا".

وأشارات قنيص إلى أن "الفيلم يحتوي على مشاهد تمثيلية قامت بأدائها الممثلة المسرحية الموهوبة رنا برقان، وعلى موسيقى أصلية ألفها من أجل هذا الفيلم الموسيقار المتميز محمد كرزون".

الضحية ليست رقمًا

وعن أبرز ما ورد في الفيلم قالت قنيص:"إن هذا الفيلم يتناول للمرة الأولى أحاديث مع نساء تعرضن لمحاولات القتل بحجة الدفاع عن شرف العائلة، كما أنه الفيلم الأول الذي يتحدث فيه قاتل قتل ابنته على خلفية ما يسمى بـ" شرف العائلة" ويسلّط الضوء على حياة الفتيات وعلى تفاصيل عذاباتهن، ولا يتناولهن كأرقام".

وعرض الفلم العديد من الحالات التي توثق شناعة ما يخفى داخل بعض المنازل من سفاح القربى والحرمان والتعذيب والقتل، ومن هذه القصص التي تضمنها الفيلم قصة فتاة تنجب من والدها !

الصعوبات
وعن الصعوبات التي واجهت "قنيص" في الوصول إلى الحالات قالت لـِ زمن برس:" إن الصعوبات بدأت بمجرد التفكير في الفيلم والبحث عن الحالات، حيث كان من الصعب إيجاد حالات تتحدث عن تعرضها للتعذيب، كما كان من الصعب إقناع الأب بأن يشرح لنا دوافع قتل ابنته وكيفية حدوث ذلك".

وأشارت بأنه "أثناء تصوير الفيلم تم تهديدنا من قبل أهل أحد القتلة ومطاردتنا، كما تم تهديدنا من قبل أهل امرأة قتلت ابنتها بمجرد التفكير في إجراء مقابلة معها".

من قدم المساعدة؟

وفيما يتعلق بالجهات التي قدمت يد العون من أجل أن يخرج هذا الفلم إلى الضوء قالت جمان :"إن هناك جهات وناشطون حقوقيون تحمسوا للفكرة فقدموا المساعدة التي احتجنا لها خصوصا فيما يتعلق بتفاصيل القصص، كما أن البيوت الآمنة في بيت لحم ونابلس قدمت كل الدعم أيضًا".

لماذا الاتجاه لفيلم ؟
وعن سبب اتجاه جُمان ومراد نصار لعرض القضية من خلال فلم قالت قنيص إن القتل على خلفية ما يسمى بشرف العائلة هو أسوأ ما يمكن أن تتعرض له المرأة الفلسطينية، ولأن الجهود المبذولة حتى الآن لم تنجح في وضع حد لهذه الظاهرة، على حد تعبيرها.

وأضافت:" أن هؤلاء النساء بحاجة إلى مَن يُسمع صوتهن، فكان الأمل بأن يكون فيلم "ضحايا الشمس" إنتاجًا إعلاميًا يدخل إلى أعماق الضحايا ويُسلط الضوء على جوهر المشكلة".

ردود أفعال صادمة

وأثار عرض الفلم لأول مرّة في قاعة بلدية البيرة صدمة للحضور بحسب معدة وكاتبة السبناريو جمان قنيص، فقد أشارت أنه وبالرغم من أن عددا منهم يتعامل يومياً مع هذه القضايا بحكم أنهم ناشطون وناشطات في حقوق الإنسان، كثيرون بكوا لحجم الألم الإنساني الذي عبرت عنه النساء المهددات بالقتل.

وتابعت أن أهم رد فعل وجدته هو رد فعل صديق لها يعمل في مؤسسة حقوقية، إذ قال لها: "كنت خجلانا من نفسي ومن رجولتي وأنا أشاهد الفيلم، لذلك انزويتُ في آخر القاعة كي لا ينظر إلىّ أحد".

الخطر في البحث عن المستور

وعن ما إذا شكّل لها البحث عن المستور خطرا قالت جمان :"شكّل لي خطرا عندما تم تهديدنا بألا نقترب من الحالات التي كنا نقترح تناولها، لكن أكثر ما شكله هذا العمل هو الألم، عشتُ وفريق العمل أياما حزينة جدا أثناء إعدادنا هذا الفيلم". أملي أن نوصل هذا الفيلم إلى الرئيس محمود عباس كي يستمع إلى آلام هؤلاء النساء ويتخذ أقصى ما لديه من سلطة كي يوقف هذا النوع من الجرائم".

اغتصاب وسفاح القربى وتعذيب وقتل!

عندما يعرض فيلم بهذه الحساسية، لربما من يشاهد الحالات يخطر في باله من أين أتت تلك الجرأة للحالة "الضحية" للحديث عن قصة مؤلمة حدثت في الماضي وتحاول جاهدة طمسها ودفنها بكل آلامها، فكيف استطاعت جمان أن تزيل كل الغبار عن الماضي الأليم وتفتح الجرح من جديد؟!.

قالت جمان :"كان لدى الفتيات في البيت الآمن رغبة في الحديث، لكن كان لديهن ألم شديد أيضا، فقد احتاج الأمر أن تُقدم لهن المشرفات جلسات من الدعم النفسي. كان الحديث إليهم بمثابة جرح أُعيد فتحه من جديد؟".

الإعلام والقتل على خلفية الشرف !

قنيص فسرت عدم التطرق بعمق لقضية "القتل على خلفية الشرف" في وسائل الإعلام، بأن الصحفيين يبحثون عن القضايا الآنية الإخبارية التي لا تحتاج إلى بحث وتقصي وصبر وجهدٍ مضنٍ".

وأضافت قنيص:"هناك تخوف من استهداف الصحفيين من عائلات المقتولات. إضافة إلى أن القضايا الاجتماعية ليست على سّلم أولويات صناع القرار في وسائل الإعلام".

نتائج الفيلم

وفي خلاصة الفيلم ونتائجه،  اتهمت قنيص المجتمع بأنه يشترك في قتل النساء البريئات من خلال المبالغة في العلاقات بين النساء والرجال، ومن خلال ربط قضايا الشرف بالنساء فقط دون الرجال، ومن خلال ممارسة تحريض الأهل.

ولامت قنيص صناع القرار" الذين لا يتخذون قرارات حازمة لوقف هذه الجرائم، واتهمتهم بأنهم شركاء بذلك من خلال صمتهم إزاء ما يجري، وكذلك رجال الدين الذين يدينون هذه القضايا على خجل".

 

لأول مرّة .. فلم "ضحايا الشمس" يكشف المستور !

Posted by ‎Zamnpress زمن برس‎ on Monday, June 22, 2015

 

حرره: 
س.ع
م.م