يجب التدخل الآن

حماية الدروز سيؤثر على علاقة اسرائيل بهم في الداخل والخارج
بقلم: عوديد تيره
الطائفة الدرزية في سوريا تتعرض للخطر من قبل القوات التي تحارب ضد الاسد ولا سيما داعش وجبهة النصرة. هذا الخطر يمكنه أن يزول بطريقتين أساسيتين: الاتفاق مع القوات التي يمكن أن تهاجم الدروز، أو التهديد الخارجي، الاسرائيلي أو غيره، والاعلان عن الاستعداد للتدخل عسكريا اذا لزم الامر. وهناك احتمالية بأن يصمد الدروز في المواجهة من غير أي دعم.
الحديث يدور عن جماعتين درزيتين في خطر، بعيدتين عن بعضهما، وترتبطان ببعضهما. الاولى في القرى الدرزية في جبل الشيخ السوري، والاخرى التي هي أكبر في جبل الدروز في جنوب سوريا، قرب الحدود السورية الاردنية. عند الحديث حول هذا الامر يجب طرح السؤال ماذا سيحدث اذا لم تتدخل اسرائيل لصد هذا الخطر. يجب علينا تذكر أن الدروز في اسرائيل يضعون الدولة في امتحان الولاء الذي سيتأثر مما يحدث في سوريا. اذا تلقت الطائفة ضربة قوية في سوريا، فالعلاقة بين اسرائيل والدروز فيها، ستنهار، لا سيما الدروز الذين يعيشون في هضبة الجولان الاسرائيلية. ويمكن أن تدخلنا لانقاذ الطائفة في سوريا سيعطينا افضلية استراتيجية ذات أهمية وعلاقات جديدة مع الدروز.
اذا لم تتدخل اسرائيل، فان هناك ثلاثة احتمالات، وجميعها سيئة لاسرائيل: الاول هو أن حزب الله سيساعد الدروز، وسيُقام اتحاد بين الطائفة الدرزية وبين ألد أعداءنا، إيران وحزب الله. واذا توصلت التنظيمات الاخرى إلى اتفاق مع الدروز، رغم الاشكالية الدينية، فستنشأ علاقة بين جبهة النصرة التابعة للقاعدة وبين الدروز. العلاقة التي ستنشيء نقاط احتكاك يلعب فيها الدروز دور مُشعل الحريق في الحدود مع سوريا، التي هي حدود هادئة. الاحتمال الثالث هو تعرض الطائفة لضربة قوية. وكل اتحاد قد يكون حاسم في الواقع المتغير في سوريا ويتسبب بعداء جديد لاسرائيل وغياب الهدوء في الحدود.
لذلك أوصي بالتدخل من اجل انقاذ الطائفة الدرزية، وبذلك نكون قد انتهزنا الفرصة لانشاء اتحاد تاريخي مع الدروز في اسرائيل وسوريا، وبالتالي مع الدروز في لبنان. هذه الفرصة ستخلق أفضلية استراتيجية في سوريا ولبنان مع الوقت.
التدخل قد يبدأ بتهديد واضح. اذا تعرضت الطائفة في سوريا للخطر، فان اسرائيل والاردن ستتدخلان في الحرب. وهذا يتطلب التنسيق مع الاردن الذي يهمه أمر الدروز قرب حدوده الشمالية. هذا يتطلب استعدادا اسرائيليا واردنيا للتدخل اذا لم ينجح التهديد بالردع. حجم التدخل سيكون متناسبا مع حجم الخطر على الطائفة الدرزية. يمكن البدء بتقديم المساعدة بالسلاح والمعدات، واذا لزم الامر يمكن المساعدة من خلال القصف الجوي الاسرائيلي ـ الاردني.
وفي حدودنا الشمالية يمكن المساعدة ايضا بواسطة القذائف. المساعدة الجوية والقذائف تحتاج إلى جهد استخباري. يُفضل أن يكون التدخل بمستوى منخفض. وأعتقد أن المساعدة الأولية والتهديد بالتدخل الخارجي سيمنعان الحاق الضرر بالدروز في سوريا. لهذا لن نضطر إلى التدخل عسكريا.
الاستنتاج: اذا كانت الطائفة الدرزية في سوريا في خطر، واسرائيل لا تتدخل، فسنتعرض لضربة استراتيجية بعيدة المدى على حدودنا الشمالية. هذا سيجد تعبيره في اتحادات وتحالفات ستغير قواعد اللعب الموجودة، ويُصعب الحفاظ على الهدوء الذي يميز الحدود الاسرائيلية السورية منذ حرب يوم الغفران.
التدخل والاستعداد للمشاركة في الحرب سيعود علينا بمردود استراتيجي في اسرائيل وسوريا ولبنان، على شكل اتحادات وتحالفات جيدة وهامة. إن التدخل والاستعداد للمشاركة سيمنعان الحاجة إلى الحرب. هنا توجد مراهنة معينة، لكن لا يوجد أي شيء مضمون في الاستراتيجية.
معاريف