البلدة تشتعل

نتنياهو هو المسؤول عن الشقاق والتخويف واثارة الكراهية والتدهور الأمني
اسحق بن نير
في مقال هام ولكن عديم المنفعة، دعا دافيد غروسمان أول أمس في صحيفة «هآرتس» اليمين إلى ان يصحو أخيرا من التدهور الاخلاقي، ولكنه اعترف بان عملية تعاظم الجانب المظلم من اسرائيل تسارعت جدا منذ انتصار نتنياهو في الانتخابات (متلازمة «الحجم يفرق») وأنه لا توجد قوة تقف في وجه تعسف اليمين وافعاله المخيفة، هكذا على حد قول غروسمان. وفي الختام: اليمين، إذا ما صحا أخيرا، سيصحو، ولكن للشر.
إذ من هو اليمين اليوم؟ أهو من يعطي النبرة والاسناد للعنف، لجرائم الكراهية وللتزمت القومي ـ الديني؟ يسأل محللنا لشؤون الالهام، ويجيب: أناس على مستوى صراخ ميري ريغف، على مستوى كراهية يريف لفين، على مستوى تملص الكين، على مستوى تحقير اوري ارئيل، على مستوى الغرور الفارغ ليانون مغيل، على مستوى سخف يارون مزوز، عبر الاورن ـ حزانين، الموتي ـ يوغافين، والسموتريتش الحصري؛ شارون غال والامل الذي يعود إلى الفي سنة ايلتوف، عصابة بن جفير، مارزيل وبواقي كهانا، أولاد موشيه اورباخ ومئير أتينغر ورفاقهم، من صارخي «محمد خنزير»، مشاغبي لا فاميليا، «شارة الثمن»، زعران التلال، قاتلي المثليين، حارقي المدرسة ثناية اللغة والكنائس والمساجد، وبيوت الفلسطينيين. هذه هي الحفنة والقطيع الذي يندفع وراءها. يا غربوز وكوتلر، يا لكما كم كنتما محقين. هذا هو اليمين في آب 2015.
الكثير من المنتخبين يساعدونهم لضعف الرأي، للجبن، لقصر النظر او للرغبة في تغيير الصورة. زعماء المعارضة، بدلا من التعاون لاجل وقف الانجراف، يتزلفون للاصوليين ولليمين. وبالطبع يمينيون كسلفان، شتاينتس، كاتس، ادلشتاين، بيني بيغن الذي فلتت شخصيته منه، أكونيس عديمو الفقرات وهنغبي الانتهازي، وبينيت، شكدية وسبوليانسكي. وليبرمان، بالطبع، الذي يسير بدون، ولكن يشعر بانه مع. الخراف والذئاب. كلهم سيسجلون في التاريخ كمسؤولين عن انكسار نفينا وعن وحدة الشر ومصادره: جرائم الكراهية، العنصرية والإرهاب تجاه العرب، اليهود، المثليين، الاثيوبيين، اليساريين والإعلام. منهم من عمل ومنهم من ساعد، منهم من تجاهل ومنهم من سكت.
وعلى رأسهم نتنياهو: من الهمسة للحاخام كدوري بان «اليسار نسي أن يكون يهوديا»، عبر «اليسار ينقل الاف العرب الذين يندفعون إلى صناديق الاقتراع» ـ ولا تزال يده وفمه، افعاله وقصوراته مستمرة: الشقاق، التخويف، اثارة الكراهية والتدهور. هو المسؤول عن الخوف من المستوطنين والمتطرفين في اليمين، والذي يشله ويشل حكومته ـ وبالتالي فهو المذنب بالتسامح وبصفر القبض على الإرهابيين اليهود.
اليمين المتطرف، الهاذي، المسيحاني، العنيف والذي يستعين مجرمونه بماله، عبر جمعية «حنانو»، يوسع نفوذه العنيف وينشره على قيادة الدولة. ايها الاخوة، البلدة تشتعل. من جملة التشهيرات والتهديدات على الرئيس الشجاع، يبرز جبن رئيس الوزراء. زعيم التفاهة لن يصمد في مثل هذه الهجمات، ولهذا فانه سيشجب بوجه مكفهر، باقوال ممجوجة وملتبسة احراق الرضيع علي دوابشة وعائلته في دوما وقتل الفتاة شيرا بانكي في مسيرة الفخار ـ وسرعان ما يفر من مسؤوليته إلى ملجأ خياراته الخاسرة، الصراع الغبي ضد اوباما وإيران والى جانب أدلسون والجمهوريين.
ليس هو من سيأمر الامن والاستخبارات لوضع خطة مانعة ذكية لتصفية الإرهاب اليهودي: ليس فقط الاعتقالات الوقائية الادارية، بل قوائم مشبوهين، اخراج مجموعات، جمعيات ومنظمات عن القانون، التحقيق مع حاخامين خفيين يقفون خلف منفذي العمليات اليهود والتحقيق مع المهددين في الشبكة ممن عرفوا عن أنفسهم باسمائهم؛ واشراك جمهور المستوطنين، والذي لا بد أن في معظمه يعارض المتطرفين، في العثور على الإرهابيين. حتى ذلك الحين ينبغي التنغيص على حياة المهددين، الحارقين، الطاعنين والضغط عليهم بالتحقيقات، بالملاحقة والتنصت وأخيرا تقديمهم إلى المحاكمة لمعاقبتهم. لاجل الردع. هكذا ربما نصحو من الشر الذي اوقعوه علينا.
حسنا، أحقا. أضحكتني. إذن لماذا انا أبكي؟
معاريف
اسحق بن نير