إسرائيلية أقامت في القاهرة سنة دون أن تُكتشف

القاهرة: كشف موقع "إيلاف" الإخباري عن إقامة إسرائيلية في القاهرة لسنة دون أن يعلم أحد هويتها، رصدت خلالها التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي شهدتها مصر، وما يتعلق منها بجماعة الإخوان المسلمين، وفوز الدكتور محمد مرسي بالرئاسة.

فقد نقل الموقع عن مصادر عبرية أن الإسرائيلية "نوجا ملخين" (27 عاماً) وصلت إلى القاهرة في نهاية أيار 2011، في ثاني زيارة لها، بعد قبولها للدراسة في مركز تعليم اللغة العربية في الجامعة الأميركية، المتاخمة لميدان التحرير.

وقالت ملخين لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن ملامحها واسمها القريب من اسم "نجوى" أعطت المصريين انطباعاً بأننها أميركية من أصول مصرية.

وأضافت "الشخص الوحيد الذي كان يعلم هويتي هو شريكي في الشقة التي استأجرتها، وهو شاب أميركي يعمل في القاهرة، كما أنه مثلي الجنس، وله صديق مصري يبلغ من العمر 22 عاماً، وكان دائمًا يداعبني بقوله: ما زلنا نخفي أنفسنا في التابوت، انت تخفين عن المصريين أنك اسرائيلية، وأنا اخفي عنهم أنني مثلي الجنس".

وفي ما يتعلق بدراستها الأكاديمية، قالت ملخين: "كنت أجلس على مدرجات الجامعة الأميركية في القاهرة كل يوم تقريباً، فدرست أدب اللغة العربية، وتعلمت لهجتها الدارجة، كما درست فن كتابة المقال، وقرأت العديد من الكتب المصرية، وتمثل الجانب التطبيقي في اختلاطي بالمصريين يومياً، فتجولت في القاهرة نهاراً وليلاً، وتحدثت مع سائقي سيارات التاكسي، والبسطاء في الشوارع، وعلى العكس من زيارتي السابقة للقاهرة عام 2007، حرصتُ على إخفاء هويتي الاسرائيلية، فقدمت نفسي لمن حولي على أنني طالبة أميركية".

وتشير سيرة ملخين الذاتية إلى أنها ولدت ونشأت في مدينة تل ابيب، وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة من مدرسة "تالما يالين"، تجندت في الجيش، لتصبح من أمهر مصوري الفوتوغرافيا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، وبعد تسريحها من الجيش سافرت إلى نيويورك، لاستكمال دراستها في جامعة كولومبيا، وبعد اربع سنوات تخرجت في الجامعة، وحصلت على إجازة العلوم السياسية وحقوق الانسان، ثم تعمقت في دراسة اللغة العربية، وفي عام 2007 سافرت إلى القاهرة للمرة الاولى في حياتها، حيث درست العربية في إطار دورة لتبادل الطلبة بين جامعات اسرائيل والجامعة الأميركية في القاهرة.

ونقلت الفتاة الإسرائيلية لـ"هآرتس" انطباعتها حول الفجوة الطبيقة بين أثرياء وفقراء القاهرة قائلة: "يوجد في القاهرة كل شيء، أحياء يطغى عليها الطراز المعماري الذي ينم عن الغنى الفاحش، والملاهي الليلية، والفنادق الفارهة، وأحياء أخرى تضم سكان القبور ومواقع تجميع القمامة".

وفي ما يتعلق بنتائج انتخابات الرئاسة المصرية، قالت ملخين إن نسبة 50% من الشعب المصري لم ترغب في احمد شفيق أو محمد مرسي"، فكل من أيد الثورة لم يكن يرغب في ترشيح شخص ينتمي إلى نظام مبارك، لذلك كان الناخب ذاته مضطراً لمنح صوته لمرشح الاخوان المسلمين".

وفي تقييمها للإخوان المسلمين رأت ملخين، أن الجماعة تضم العديد م"ن الأصوات المتطرفة"، ولكنها في الوقت نفسه براغماتية لدرجة كبيرة، وترغب في استقطاب أكبر عدد ممكن من الأعضاء الجدد، "لذلك ينبغي على الجماعة والحزب في الفترة المقبلة، إظهار الاعتدال في التصريحات والأفعال".

إيلاف

_______

د ع