ضرورة المراجعة الشاملة

المراقب للمشهد الفلسطيني – الاسرائيلي والعربي والدولي يلحظ لوحة قاتمة السواد على الصعد المذكورة. الحالة الوطنية في تراجع مستمر؛ ازمة مالية – اقتصادية حادة؛ اشتداد حملة التزوير والتحريض على الرئيس عباس شخصيا وعائلتة كمقدمة لشطبه سياسيا إن لم يتساوق كليا مع السياسات الاسرائيلية – الاميركية؛ غياب اي بصيص امل في ملف المصالحة؛ تمسك "حماس" بخيار الامارة؛ تمسك حكومة نتنياهو بخيار الاستيطان الاستعماري؛ اضمحلال خيار حل الدولتين للشعبين على حدود الرابع من حزيران 67؛ تلاشي دور الرباعية الدولية كراعي لعملية السلام؛ تماهي اميركا الكلي مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية ليس في زمن الانتخابات فقط وانما في مختلف الاوقات؛ غياب اي دور عربي فاعل ليس بسبب التحولات الدراماتيكية الناجمة عن الثورات العربية بل سابقة عليه، ومازالت الحالة العربية تتساوق مع الولايات المتحدة .... الخ

لا داعي لسرد تفاصيل المشهد الفلسطيني – الاسرائيلي والجرائم والانتهاكات والارهاب المنظم ، الذي تنفذه دولة الابرتهايد الاسرائيلية ضد مصالح الشعب الفلسطيني العليا تحت الشمس ودون مراوغة او مساحيق لتبديد خيار التسوية السياسية. ولا داعي ايضا لايراد عمليات التعطيل المتواصلة من قبل حركة حماس لافشال خيار المصالحة الوطنية.

في ضوء ما تقدم، لا يجوز استمرار الحال على ما هو عليه. ولا يقبل العقل السياسي والوطني التعايش مع الحالة السائدة، لان ذلك يعني وضع الرأس في الرمال كما النعام. الامر الذي يفرض على القيادة وبسرعة الاعداد للقاء وطني شامل تدعى له نخبة من مختلف الوان الطيف السياسي بما في ذلك من حماس والجهاد الاسلامي وعدد من المستقلين والاكاديميين ، ودعوة عدد من القيادات والكوادر الوطنية في الجليل والمثلث والنقب وطبعا من الشتات لمناقشة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ، وفتح ابواب الحوار دون كوابح او املاءات او افكار مسبقة .

والعمل على استخلاص رؤية برنامجية جديدة للعمل، تقوم على تغيير نمطية العمل السائدة، اي احداث تحولات نوعية في اليات العمل ؛ والتجديد في الاداة؛ واشتقاق اساليب نضال او تطوير اشكال النضال القائمة؛ وتوسيع دائرة الشركة السياسية؛ والتأصيل الحقيقي للوحدة الوطنية؛ واشتقاق سياسة عربية واسلامية ودولية جديدة لاحداث حراك ايجابي لصالح القضية الفلسطينية وانقاذ المشروع والاهداف الوطنية من التبديد والتصفية. وللتمهيد للحظة السياسية الجديدة تستدعي الضرورة احداث نقلة جدية في ادوات منظمة التحرير على الارض. والتوقف عن مجاراة سياسة الاملاءات الاميركية ؛ واتخاذ اجراءات جدية بشأن التنسيق الامني مع دولة الاحتلال والعدوان الاسرائيلية ؛ والارتقاء بالخطاب الوطني الى مستوى المسؤولية مع الاشقاء العرب وكل القوى الاقليمية والدولية .

اللحظة السياسية لاتحتاج للمهادنة والخشية من جرائم وارهاب الاعداء اي كانت النتيجة، وهذا لا يعني التطرف العدمي وافتقاد القراءة المسؤولة لموازين القوى وتغييب رؤية العوامل الذاتية والموضوعية في اشتقاق البرنامج السياسي الجديد.

حرصت على الدق على جدران خزان اللحظة السياسية، والدعوة للقاء الوطني العام لتدارس الموقف والخروج بالاستنتاجات (البرنامج) التي تتوافق مع مصالح الشعب. ولم اشأ تحديد رؤيتي الان، مع انني قبل فترة وجيزة وفي هذه الزاوية تطرقت للموضوع وحددت، ولكن حتى تأخذ القيادات والكفاءات فرصتها اشتقاق ما تراه مناسبا لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة والقادمة.

الكرة في مرمى القيادة اولا، التي عليها ان تبادر دون تراخي لتكليف لجنة تحضرية من كفاءات وشخصيات قيادية للاعداد للدعوة المقترحة ، وان تأخرت فانها ستتحمل كامل المسؤولية عما ستؤول اليه الامور من نتائج غير محمودة

a.a.alrhman@gmail.com