"إسرائيل"..جارة تتربع في منهاج "التربية الوطنية"..والتربية ترد

اسرائيل

سماح عرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: عجّت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين بصورٍ من كتاب التربية الوطنية للصف التاسع الأساسي والتي مجمل فحواها يتعلق بالاعتراف بإسرائيل كدولة جوار لا كمحتل من خلال استخام عناوين ومصطلحات لطالما يعتبرها الشارع الفلسطيني تندرج ضمن "التطبيع مع المحتل".

و قال مسؤول لجنة تطوير المناهج في وزارة التربية والتعليم د. ايهاب شكري:" إن الكتاب تم تأليفه في سياقات خارج نطاق التربية بشكل مباشر، حيث كان هناك مجموعة من المتطوعين قاموا بتأليف المنهاج بعلم التربية التي سمحت بتأليفه نتيجة ظروف سياسية فيما يتعلق بالجانب الوطني، مؤكداً، على أهمية وجوده وتعلميه وهو منهاج غير رسمي.

وأشار شكري، إلى" قيام التربية بالعمل على بلورة إطار وطني دائم برؤية جديدة لتعدد القيم والانتماء الوطني والأخلاقي والمهارات من أجل أن تصبح المناهج التعليمية أداة من أدواة التحرر وتحقيق الحلم الفلسطيني".

وتابع:" إذا وردت مصطلحات في الكتاب السابق يجب أن تُفهم في السّياق الشامل من الاتفاقات التي أبرمتها منظمة التحرير وإن كان هناك بعض المصطلحات التي لا نتفق عليها، يجب إعادة صياغتها وإعادة النظر فيها بحيث تكون متلاءمة مع أحلامنا وتستجيب لظروف المجتمع الفلسطيني".

وأوضح بأن مضمون المنهاج الفلسطيني" لا يمكن أن يلغي الحلم الفلسطيني والدولة من البحر إلى النهر، مشيراً إلى ضرورة محاكمة الكتاب محاكمة مجملة بحيث نتطلع على الأمور من جميع الجوانب".

ولفت شكري إلى وجود دعوة من الوزير صبري صيدم بزيارة كل الأماكن الفلسطينية من أجل معرفة جفرافيا فلسطين كاملة.

من جهته، قال المحلل السياسي البروفسور عبد الستار قاسم تعقيبًا على المصطلحات والمواضيع التي تضمنها المنهاج، إن المسألة خطيرة ليست فقط في منهاج التربية الوطنية وإنما هي في وسائل الإعلام والشارع وتصريحات السياسييين بالإضافة إلى النشاطات التطبيعية الواسعة التي يقوم بها سياسيون فلسطينون.

وتابع، هناك محاولات لـِ "صهينة المفاهيم" عدا أنه تعبير الكيان الصهيوني قد غاب عن البال إلى حد كبير وأصبحنا نستعمل كلمة إسرائيل".

وأضاف قاسم، نحن منخورون تطبيعيًا وثقافيًا حتى النخاع، مصطلحاتنا اصبحت صهيونية وهناك أسرلة كما عملت إسرائيل على أسرلة الفلسطينيين في الأرض المحتلة عام 1948 ،السلطة الفلسطينية تعمل على صهينة الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1967.

أما بخصوص تأثير تداول مثل تلك المصطلحات على الطلبة قال د. محمد أبو الرب أستاذ الإعلام بجامعة بيرزيت إن:" خطورة المصطلحات التي تتحدث عن الإسرائيلي وكأنه جاره ترسّخ في ذهن الطفل مبدأ وجود وتقبل إسرائيل حتى لو كانت نفس المناهج تتحدث عن الاحتلال والأراضي المحتلة، كما وتحدث هذه المصلحات إرباكاً لدى الطالب في الوقت الذي يؤمن فيه بأنه يعيش تحت الاحتلال في الوقت الآخر الذي عليه أن يتقبل ويتعايش مع الاحتلال".

وأضاف أبو الرب :"لأننا تحت شرط احتلالي يفترض أن تكون هذه المصطلحات الموجودة في هذه المناهج أن تسمي الأشياء بمسمياتها". وتابع، نتفهم أن هناك ضغوط دولية ولكن واضح بأن هناك خطورة في ترسيخ هذه المصطلحات في النهاية تحدث خلل في التنشأة الوطنية لدى الطالب.

وعلل سبب وضع المصطلحات في المناهج الفلسطينية إلى وجود ضغوطات خارجية، كان يتطلب من الجانب الفلسطيني أن يوائم ما بين اتفاقيات السلام وبين محتويات المناهج، لأنه لطالما اتهمت السلطة الفلسطينية التحريض من خلال المناهج ووسائل الإعلام هذا من جانب.

وعلمت زمن برس أن وزارة التربية والتعليم ستصدر تصريحاً توضيحياً شاملاً حول منهاج التربية الوطنية للصف التاسع وما ورد به.
 

حرره: 
م.م