الكابوس الذي يرعب إسرائيل بعد عملية "السبع"

التفاصيل

محمد مرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: منذ اللحظات الأولى التي تلت هجوم بئر السبع، وخلال الموجات المفتوحة التي كرستها وسائل الإعلام العبرية سواء القنوات التلفزيونية أو مواقع الانترنت التابعة للصحف،  ظهر ارتباك واضح و وبدت الرواية الاسرائيلية غير متماسكة، ولم تكن مقنعة وتغيرت تفاصيل الهجوم خلال ساعة ثلاث مرات،  في البداية قالوا إن الحديث يدور عن هجوم مزدوج نفذه شخصان انقسم بين  الطعن وإطلاق النار، ولكن حالة التخطبط غير المسبوقة  أظهرت في ساعات الصباح بعد الكشف عن هوية المنفذ أن الهجوم له تداعيات استرايتيجة وأنه ذكر إسرائيل بكابوس جديد قديم تفضل نسيانه.

بعد رفع أمر حظر النشر عن كامل تفاصيل الهجوم تبين، أن المنفذ شخص واحد هو الشاب مهند العقبي من إحدى الخرب الغير معترف بها قرب بلدة حورة  بالنقب وهو يحمل الجنسية الإسرائيلية، ولكن ما آثار مخاوف لدى المعلقين العسكريين بحسب انس ابو عرقوب الخبير بالشؤون الاسرائيلية هو أن  المعطيات  الأولية تشير إلى أن الهجوم منظم وأن المنفذ يجيد استخدام السلاح فبدأ هجومه باطلاق النار من مسدس وبعد ذلك قتل الجندي واستولى على سلاحه الآلي وثم اختار مكان تموضع فيه داخل المحطة المركزية للحافلات بانتظار الجنود ورجال الشرطة الذين هرعوا للمكان فأصاب منهم عشرة، وكل هذه التفاصيل تؤكد أن المنفذ مدرب، وهذا قد يكون مؤشر أنه جزء من خلية صغيرة قد تنجح بتنفذ هجمات أخرى.

ولكن الأمر الذي أثار المخاوف بعد هجوم بئر السبع  لدى المستوى السياسي والاستخباري في إسرائيل، وفقاً لما قاله أبو عرقوب، حقيقة أن منفذ الهجوم بدوي يحمل الجنسية الاسرائيلية، وقد يشكل مثلا يتحذى لشبان آخرين من منطقته لديهم حرية الحركة داخل الخط الأخضر، بالاضافة لكون هذا الهجوم سيلقي بظلاله على العلاقات بين أهل النقب من البدو والاسرائيليين بحكم الاحتكاك اليومي بنيهم،  وما قد ينجم عن ذلك من هجمات انتقامية او اعتدءات قد ينفذها اسرائيليين ضد أهل النقب.

بدوره قال"عاموس هرئيل"  المعلق العسكري لصحيفة هآرتس العبرية "عملية بئر السبع لا ترقى لحجم تخطيط عمليات الانتفاضة الثانية، لكنها مؤشر على بداية عمل عسكري منظم يختلف عن حوادث الطعن الأخيرة، ويبدو أنّ منفذها تلقى تدريباً معيناً، وتنذر بدخول فصائل منظمة للهبة الشعبية".

وكشف روني دانيال المعلق العسكري للقناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي، عن تقديرات استخبارية تشير الى احتمال أن  عمليات إطلاق النار ستحل محل الطعن بالسكاكين وكل الجبهة الداخلية باتت ساحة للعمليات.

حرره: 
م.م