عملية تل أبيب شكلت كابوساً لأجهزة الأمن الإسرائيلية

زمن برس، فلسطين: شكلت عملية تل أبيب التي نفذت يوم الخميس الماضي، وأدت لمقتل مستوطنين وإصابة آخرين واعتقال المنفذ، مفاجأة و كابوسًا لأجهزة الأمن الإسرائيلية بسبب هوية منفذها والمزايا التي يتمتع بها.

ونقل مُحلل الشؤون الأمنيّة والإستراتيجيّة في صحيفة (يديعوت أحرونوت) أليكس فيشمان، نقل عن مصادر أمنيّة وصفها بأنّها رفيعة جدًا في إسرائيل قولها إنّه لا توجد دولة في العالم قادرة على مُكافحة ما أسمته بـ "الإرهاب" الذي يُواجه إسرائيل في الفترة الأخيرة، مُشدّدّةً على عجز الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة عن إحباط العمليات التي يقوم بتنفيذها فلسطينيون لا ينتمون لأيّ تنظيم، على حدّ تعبيرها.

ويتابع فيشمان، نقلاً عن المصادر عينها، إنّ مدينة الخليل تحولّت حسب وصفه إلى عاصمة الـ"إرهاب الفلسطينيّ". وبحسب الصحيفة، فإنّ العملية شكلّت كابوسًا حقيقيًا لمسؤولي وزارة الأمن، وخاصة الإدارة المدنية المسؤولة عن إصدار التصاريح للعمال الفلسطينيين في إسرائيل، بعد نجاح أحد العمال في تنفيذ عملية مباغتة تحت جناح التصريح الممنوح له بعد تدقيق أمني كبير.

واعتبرت الصحيفة أنّ الكشف عن هوية المنفذ وهو رائد مسالمة (36 عامًا) من بلدة دورا بالخليل (متزوج ولديه 5 أبناء بينهم توأم ولد قبل شهر فقط) ويعمل في مطعم بمدينة يافا، بمثابة تغيير في واقع المعطيات التي شهدتها العمليات الفلسطينية مؤخرًا، والتي كانت تتمثل في تنفيذ شبان من الجيل الصاعد لتلك العمليات.

وقال ضابط إسرائيليّ كبير إنه منذ سنوات طويلة جدًا، وبعد تدهور الأوضاع الأمنية بداية أكتوبر الماضي لم تسجل أي حالات لفلسطينيين يحملون تصاريح نفذوا أي عمليات، مشيرا إلى أن مئات الآلاف من العمال يذهبون لإسرائيل للعمل باستمرار دون أي مشاكل، وأن جميع من نفذوا عمليات داخل المدن الإسرائيلية كانوا ممن دخلوا هذه المناطق بدون تصاريح.

وأوضح الضابط أنّ إسرائيل تعمد إلى الفصل بين العمال ومنفذي العمليات بالسماح أكثر للعمال بأكبر قدر ممكن بحرية الحركة والعمل، مستبعدًا أنْ يكون هناك أي تغيير ملموس ضد العمال بعد الهجوم الأخير.

فيما قال مسؤول أمني لإذاعة جيش الاحتلال، إنّ منفذ العملية وما يميزه من مميزات كثيرة عن المنفذين الآخرين يعتبر تحولاً دراماتيكيًا في العمليات، خاصة وأنّه لا يوجد أي سوابق أمنية في ملفه، مؤكدًا أنّه من الصعب على الأمن الإسرائيلي تقدير الموقف بشأن منفذي العمليات وتصرفاتهم وكيف يفكرون وماذا في عقولهم.

وأشار إلى أنّه بالرغم من العملية إلا أنه لا يوجد أي تفكير بوقف تصاريح 60 ألف عامل يمتلكون تصاريح رسمية للعمل.

في السياق ذاته، قرر الاحتلال إلغاء تصاريح عمل ودخول لإسرائيل ممنوحة لمواطنين فلسطينيين، وذلك في عقاب جماعي، بذريعة أن منفذ عملية الطعن في تل أبيب، كان يحمل تصريحًا كهذا.

وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنّ ما يسمى بمنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، يوآف مردخاي، قرر إلغاء تصاريح الدخول إلى إسرائيل التي يحملها قرابة 1200 فلسطيني من سكان منطقة الخليل. ووفقا للإذاعة فإن مردخاي قد يتخذ قرارًا آخر لدى الانتهاء من التحقيق في ملابسات عملية الطعن في تل أبيب.

وذكرت صحيفة رأي اليوم أن تحقيقا أوليا أظهر أن مسالمة يحمل تصريح عمل في إسرائيل ويعمل في مطعم في يافا. يشار إلى أنه في أعقاب العملية تم اعتقال 9 أشخاص، بينهم أصحاب حوانيت قاموا بتشغيل فلسطينيين بدون تصريح دخول.

وبحسب معطيات جيش الاحتلال، فإن نحو 60 ألف عامل يعملون يوميًا داخل الخّط الأخضر، وذلك بعد أنْ حصلوا على تصاريح دخول من "الشاباك"، بينهم نحو 14 ألف عامل من منطقة الخليل. ويُضاف إليهم نحو 20 ألف تاجر فلسطيني يتجولون في الضفة الغربية، ونحو 30 ألف عامل في المناطق الصناعية المقامة في المستوطنات، وبضعة آلاف يعملون في مجال البناء في المستوطنات. كما يضاف إليهم عدد غير معروف، ويقدر بالآلاف، من العمال الذين يدخلون إسرائيل بدون تصريح.

كما تدعي الأجهزة الأمنية أن فرض الحصار ومنع التجول، وبالتالي منع العمال من الخروج للعمل ، قد يجعلهم ينضمون إلى المظاهرات في بلداتهم والمواجهات مع قوات الاحتلال.

 

حرره: 
د.ز