من يُسمِع "بسّام" صوت أمه؟!

صورة الطفل

سماح عرار

(خاص) زمن برس، فلسطين: سنوات مضت وعائلة الطفل "بسام سليم" قضاء قلقيلية، تبحث عن علاج لتوفير "قوقعة" تعيد السمع والحياة إلى طفلها البريء ذو الابتسامة الناصعة، وتمكن أمه من سماع صوته. 

ثلاثة أعوام أمضتها الأم ايمان من بلدة عزون، في البحث عن علاج لسمع ونطق طفلها، وكان آخرها بداية العالم الحالي حيث توجهت أم بسام لوزارة الصحة الفلسطينية، وحصلت على تحويلة لـ "المستشفى التخصصي للتأهيل والجراحة" في بيت لحم.

وفي تفاصيل حالة بسام، فقد قالت الأم لـِ زمن برس، إن بسام يعاني منذ ولادته من تلف العصب الحسي السمعي بنسبة 93%، والذي أفقده السمع والنطق، وتبين بعد رحلة من الفحوصات والعلاج والبحث عن بديل داخل الوطن وخارجه بأنه بحاجة لعملية زرع "قوقعة".

وتابعت:"حصلنا على التحويلة في تاريخ 31/12/2014 ونحن ننتظر لغاية اليوم ردّ جمعية بيت لحم العربية للتأهيل التي من المفترض أنها ستجري لبسام العملية بناء على تحويلة الوزارة".

وحول متابعة الأم للجمعية قالت:" منذ أن حصلنا على التحويلة، ذهبت برفقة طفلي، وتبين في الجمعية بأن بسام بحاجة لفحوصات طبقية ورنين مغناطيسي وطلب مني إجراء الفحوصات".

وأضافت أم الطفل:"ذهبت وأجريت لبسام المطلوب وكان مكلفًا بالنسبة لي، فأنا ربة منزل وزوجي سائق "تكسي"، ولكن كل ما يهمني في الدنيا هو سماع صوت ابني وأن يسمعني".

من جهتها، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إنه بمجرد أن حصلت العائلة على تحويلة للعلاج فإن التكاليف مدفوعة، فقط كل ما في الأمر هي الاجراءات المطلوبة من العائلة بالتواصل مع الجمعية التي تم تحويل الطفل إليها، ولكن بشرط أن تكون المتابعة في أول شهر من التحويلة.

وتابعت الوزارة: بأنه في حال تأخر صاحب التحويلة عن مراجعة المستشفى الذي حوّل إليه ومرّ على تحويلته أكثر من شهر، هنا يتطلب من المريض تجديد التحويلة".

وحول تأخر الجمعية عن تقديم العلاج، قال أنس الديك من دائرة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة:" إن الجمعية تدرج أسماء المرضى وفق جدول، بحيث تجري العمليات كلّ في موعده وبحسب توفر القواقع، ويتطلب من العائلة الانتظار".

في حين أعربت الأم عن قلقها، حيث قالت:"إن الجمعية تتقاعص عن اجراء العملية، ففي كل اتصال تجريه معهم يقال لها: إن هناك مشاكل مالية هي العائق في اجراء العملية، وأنه منذ بداية العام ولغاية اليوم لم تجرى أي عملية "قوقعة" لكل الأطفال الذين حولوا لهم. على حد قولها.

وقالت منسقة مشروع القوقعة في جمعية بيت لحم العربية للتأهيل مرفت أبو عمشة، في حديث لزمن برس، "إن سليم يبقى على "قائمة العمليات" لحين توفر القوقعة وحينما يحين دوره، إلا في حال استطاعت العائلة تكملة المبلغ، حينها يتم شراء الجهاز واجراء العملية فورًا".

وحول الآلية التي تعمل بها جمعية بيت لحم للتأهيل والجراحة، قال المدير الإدراري عمار أبو مهر، إن هناك اتفاق ما بين الجمعية والسلطة على أساس تركيب الأجهزة للمحولين  من الصحة بشرط هذا الاتفاق أن تسعى الجمعية العربية لتأمين أجهزة قوقعة وتركيبها للمنتفعين. وتابع بأن الوزارة تشارك بتغطية فقط 8 ألاف دولار، أما باقي المبلغ تقوم الجمعية بالعمل على تأمينه من أجل شراء القواقع للمنتفعين.

ولفت أبو مهر لـِ زمن برس بأنه بتاريخ 15/2/2015 تم تجديد الاتفاقية ما بين الجمعية ووزارة الصحة  حيث بدأت الجمعية تطلب من المريض 1000 دولار بحسب الاتفاق. وأشار بأن الصحة لا تغطي الفحوصات على حسابها بل فقط تغطي أجهزة القوقعة.

وحول شروط تقديم القوقعة للمنتفعين أشار أبو مهر بأن الفحوصات هي من تحدد بأن الحالة بحاجة إلى قوقعة أم لا، وبناء عليه يتم استكمال الاجراءات، وأكد على أن الطفل بسام بحاجة لهذه القوقعة، ولكن كل الحالات والتي تقدر ب 95 حالة على قائمة العمليات هم أيضا بحاجة للقواقع، ودور الجمعية هنا تقديم الخدمات حسب الدور.

ولفت المدير الإداري في الجمعية إلى ضرورة تركيب القوقعة للحالة خلال فترة زمنية معينة كحد أقصى عمر 4 سنوات، لأن التأخر يتطلب إجراء عملية تأهيل للسمع والنطق.

وناشد أبو مهر من الجمعية العربية أهل الخير بدعم الجمعية من أجل توفير أجهزة قوقعه للأطفال.

شعلة الأمل التي لم تنطفأ منذ سنوات في قلب أم بسّام، اليوم بدأت تضعف وصوتها يختنق وهي تقول: "لو يحكولي ما بدنا نعمل لابنك العملية، يريحوني، الانتظار قلتني".

"بسام محمد بسام سليم" الطفل الذكي المدلل آخر العنقود كما تقول والدته، اقترب يوم ميلاده الرابع وهو ما زال لم يسمع صوت الحياة واحتفال عائلته بقدومه.

35 ألف دولار هي ليست فقط زراعة "قوقعة" لإعادة السمع إلى بسام، بل أيضًا إعادة الحياة والاستقرار إلى عائلته التي كلّ ما تشتهيه هو أن يشاركها "بسام" كل تلك الأصوات المحيطةًّ، وايضّا تريحهم من رحلة عذاب مكلفة للبحث عن علاج ضمن إمكاناتهم المادية المحدودة.

حرره: 
س.ع
م.م