دعوات مقاطعة إسرائيل تتصاعد بأميركا وأوروبا

زمن برس، فلسطين: ركزت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، في مقالاتها وتحليلاتها على دعوات المقاطعة الدولية لإسرائيل في الولايات المتحدة وإيطاليا.

وقالت صحيفة "هآرتس" إن سلطة الجمارك والحدود في الولايات المتحدة أعلنت قبل أيام توصية للمسافرين الأميركيين بضرورة وسم المنتجات التي يأتون بها من الضفة الغربية وقطاع غزة، وعدم الاكتفاء بالقول إنها منتجات إسرائيلية.

ويستند إعلان الجمارك إلى قانون أقره الكونغرس الأميركي وقرار للإدارة الأميركية منذ عام 1995، في ظل ضغوط مارستها منظمات حقوق الإنسان على أوساط في الإدارة الأميركية، ونقاشات متلاحقة شهدتها وسائل الإعلام الأميركية في الآونة الأخيرة.

وأكد المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت إيتمار آيخنر أن أجواء المقاطعة الدولية لإسرائيل وصلت إيطاليا، حيث دعا 168 أكاديميا وباحثا من سبع جامعات إيطالية لتجميد الاتفاقيات البحثية والعلمية مع معهد التخنيون وباقي الجامعات الإسرائيلية، لأنها تشارك في تطوير السلاح الذي يستخدمه جيش الاحتلال الإسرائيلي لقمع الشعب الفلسطيني، وفق ما جاء في نص الدعوة الإيطالية.

ومن بين الموقعين على الدعوة أكاديميون وباحثون من جامعات ومعاهد أكاديمية من ميلانو وتورينو وكلياري وفيرنسا وروما وفروجيه.

وجاء في نص الدعوة "نحن الأكاديميين والباحثين في الجامعات الإيطالية نبدي قلقنا العميق من استمرار التعاون البحثي مع الجامعات الإسرائيلية المنخرطة في أنشطة بحثية عسكرية وتطوير للسلاح الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي ضد السكان الفلسطينيين، وتوفر المساعدة العسكرية للاحتلال الاستعماري ضد الفلسطينيين".

كما أن معهد التخنيون متورط أكثر من باقي الجامعات الإسرائيلية في منظومة الصناعات العسكرية الإسرائيلية، ويقوم بإعداد أبحاث تكنولوجية لتطوير أسلحة الجيش الإسرائيلي التي يستخدمها لقمع ومهاجمة الفلسطينيين.

وأشارت العريضة الإيطالية إلى أن بعضا مما قام به معهد التخنيون هو تطوير مشروع البلدوزر المعروف باسم "D9"، الذي يستخدمه الجيش الإسرائيلي لهدم منازل الفلسطينيين، وكشف الأنفاق.

وزادت العريضة أن المعهد أسهم في تطوير منظومات جوية لمهاجمة السكان في لبنان خلال حرب لبنان الثانية 2006، وفي حرب غزة عام 2008-2009، وفي عملية الجرف الصامد خلال حرب غزة الأخيرة 2014، فضلا عن توفير المعدات اللازمة لما وصفته العريضة الإيطالية "بجدار الفصل العنصري" المقام في الضفة الغربية.

ويرتبط المعهد ذاته بعلاقات وثيقة مع شركات تصنيع السلاح الإسرائيلي، ومنها رفائيل وألبيت، مما يعني أن التعاون مع المعهد يحول شركاءه من الباحثين الإيطاليين إلى مشاركين في سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وقمع وانتهاك حقوق الإنسان الأساسية للفلسطينيين.

وتطالب العريضة الإيطالية بعدم تلبية الدعوات الإسرائيلية للمشاركة في زيارات أو مؤتمرات علمية في إسرائيل، ودعوة كل الجامعات الإيطالية لتجميد اتفاقيات التعاون البحثي مع نظيرتها الإسرائيلية ومعاهدها البحثية.

وقالت رابطة رؤساء الجامعات الإسرائيلية -من جهتها- إنها تتعرض لهجمة من حركة المقاطعة الدولية (بي دي إس)، وأطراف معادية تبث أخبارا كاذبة عنها، وتحرض ضد إسرائيل وجامعاتها، وطلبت بتدخل الحكومة الإسرائيلية لوقف هذه الظاهرة التي وصفتها بالخطيرة والآخذة بالتعاظم في السنوات الأخيرة.

وأشارت يديعوت أحرونوت إلى أن هذه الدعوة تأتي بعد ثلاثة أشهر من توقيع 343 أكاديميا بريطانيا على عريضة تدعو لفرض مقاطعة أكاديمية على الجامعات الإسرائيلية، بدعوى أنها تتعاون في انتهاك قواعد القانون الدولي وتدعم الاحتلال.

وفي السياق نفسه، نقلت صحيفة معاريف عن السفير الإسرائيلي السابق في جنوب أفريقيا إيلان باروخ، دعوته ألمانيا خلال حوار مع صحيفة "NRC" الهولندية إلى وقف بيعها الغواصات البحرية لإسرائيل، إلا بعد أن يحصل تقدم في العملية السياسية مع الفلسطينيين.

وزاد باروخ أنه ما دامت السياسة الإسرائيلية تتجه نحو التطرف، فإن العديد من الحكومات العالمية ستقف ضدها، مما دعا وزارة الخارجية الإسرائيلية لاتهامه بمهاجمة الحكومة بين حين وآخر، وآخرها دعوته الاتحاد الأوروبي إلى تصعيد إجراءاته ضد إسرائيل، وفق ما ذكرت "الجزيرة نت" على موقعها.

حرره: 
د.ز