بالأرقام..البطالة في غزة والخليل "مفارقة عجيبة"

البطالة

محمد يوسف

(خاص) زمن برس، فلسطين: تفامت أزمة البطالة في السنوات الأخيرة بفعل اسمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وتراجع الأوضاع الاقتصادية في الضفة الغربية، وخصوصاً عقب اندلاع الهبة الشعبية، التي زاد فيها الاحتلال من الإغلاقات، ورفض التصاريح، وتقليل أعداد العمال الذين يعملون في الداخل المحتل.

وزير العمل الفلسطيني د. مأمون أبو شهلا، أوضح أن البطالة في قطاع غزة وصلت لمستويات مرعبة حيث وصلت نسبة البطالة إلى 40% والخريجين هي النسبة الأعلى بينهم وبالذات خريجي الكليات الإنسانية.
وأشار أبو شهلا لـ زمن برس، الى أن الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة والحصار المريع التي فرضته اسرائيل جعلت غزة في هذا الموقع، وهو ما أوصلها الى هذا الوضع الاقتصادي المتردي.

وفي ذات الوقت، قال أبو شهلا إن محافظة الخليل بالضفة الغربية قد تكون خالية تماماُ من البطالة، نظراُ للظروف الاقتصادية المتميزة في الخليل، اضافة لاعتبار أهل الخليل هم الذين يقودون الحركة الاقتصادية في فلسطين منذ سنوات، على حد تعبيره.
وأضاف الوزير أن" عدداً من أبناء الخليل يعملون داخل الخط الأخضر وهو أحد أسباب خلو المحافظة من البطالة، إضافة الى طبيعة سكان الخليل وقدراتهم الكبيرة واعتبارهم منتجين، إضافة لكونهم الأكثر وجوداً في مدينة القدس وأصبحوا يمتلكون أكثر عقاراتها، فضلاً عن سيطرتهم الخليل على جزءٍ كبير من العمل التجاري في الأردن".

وعن الأرقام المرعبة للبطالة في غزة، قال: "يجب أن نُدرك حسب احصائيات المنظمات الدولية ومنظمة العمل الدولية؛ أن البطالة بين الشباب في الشرق الأوسط بكامله وشمال افريقيا تصل الى 40%"، مشيرا الى أن غزة رغم أوضاعها البائسة لكنها ليست وحدها.

وتابع: "لو أن غزة متاح لها الحرية الاقتصادية الموجودة في محافظة الخليل على الأقل، ستكون غزة منافسة لها ويمكن أن تتجاوزها".

ولفت أبو شهلا" الى أن دول الجزائر وتونس والمغرب ومصر وسوريا والأردن تعاني من نسبة عالية جدا من البطالة، اضافة الى دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص التي أعلنت أن نسبة البطالة فيها 13% والحقيقة حسب الأوساط الأجنبية تجاوزت 25%.".

مقارنة وتحليل
د. هيثم دراغمة الخبير الاستراتيجي والاقتصادي، أكد ان محافظتي طوباس "الزراعية"، ثم محافظة الخليل هما أقل محافظات الوطن في نسبة البطالة، والسبب في ذلك يعود للقطاع الخاص والصبغة التجارية والصناعية التي تمتاز بها الخليل، مشيرا الى أن رأس المال هو من يتحدث ويفتح آفاق اقتصادية وهو السبب الرئيسي التحكم بنسب البطالة.

وبالمقارنة مع قطاع غزة قال دراغمة لـ زمن برس، ان الخليل لم تتعرض للمضايقات الاسرائيلية من حيث الحصار وهو السبب الرئيسي في تفشى البطالة، أو من حيث زخم الانتفاضة الأولى والثانية كما هو الحال بغزة، مشيرا الى أن رأس المال الموجود في مدينة الخليل هو الأعلى في المحافظات الفلسطينية ومن الطبيعي أن تكون نسب البطالة الأقل.

وأوضح دراغمة" أن نسب الموظفين في القطاع الحكومي بالخليل هي الأقل في حين يعتمد قطاع غزة على القطاع الحكومي بالأساس فضلا عن غياب رأس المال الغزي الذي يُمكن لتسخيره في العمل التجاري أو الصناعي".

وتابع دراغمة: "الخليل هي العاصمة الصناعية والتجارية لفلسطين، وأعداد التجار المنتشرين في المحافظات الفلسطينية من أصل خليلي كبيرة جداً، حتى أن كبار المستثمرين في أكبر المحافظات الفلسطينية هم الخلايلة، سواء في قطاع غزة أو محافظة رام الله، كما أن لهم استثمارات في دول أخرى مثل استثمارات الاسمنت في السودان ومصر الأردن وحتى في بعض دول أوروبا الشرقية".
 

حرره: 
م.م