ثنية أسى وأخرى أنين هي "نابلس"

مرت سنة كاملة على فراق طرفي العلاقة، بلا رحمة جفت وتركت الدمعات مرسومة على أزهار البيوت القديمة والجزء الأخر أن الصرخات تتضارب بالحائط الايمن فالايسر دون مجيب.

في نهاية المطاف الرياح تحملها عاليا لتصبح هباءا منثورا وأخير وصمة بالجملة عار اسمه "الأنين والأسى"، متاهة ستفهم منها أن أمراً مريباً في زوايا السوق القديم وما بين الحارات  قد حدث.

عن يمينك ويسارك بيوت رممت لتبقى صامدة وعبق   آخر انتشر في ثنايانا يحاول تلطيف الجو لكن الأسى تعلو صدحاته فالحلقة المفقودة لا تزال مفقودة فإن لم يفهم ابن المدنية حزنها هل ستخبرني وإن ترجيت؟. حدثني صديقي النابلسي موجها سؤاله لي"كنت بنابلس؟" اجبت بنعم، بعد الاجابة فوجئت بقوله نابلس حزينة في الم وأسى" إذ لم يكن مجرد توهم فنابلس لم تكن هكذا ليست بأحسن حال.

"دمشق الصغرى" وهل يعقل أن تبكي ومن يدواي جرحك يقولون لتداوي الجرح ابحث عن سببه والحال  أن لا سبب ظاهر وكأنها تقوقعت على نفسها بالوجع ليكون لها وربما تعبت منا ومن وجوهنا البائسة.

في لحظة ما كدت أصرخ لعلة في قلبي فلم افهم شيء، رغم كل الأسى بيد أن الفرح يحل بحفلة تخريج طلبة النجاح والورد والهدايا تكاثرت الا أن شيئا لم يتغير الصرخات ذاتها ومذاق الكنافة مر،  حلويات تحولت للمرار عن أسى غير مفهوم، وكأنها فقدت أخاها  أمها أو كلهم مرة واحدة فغنت ولم تجف الدمعات بعد، اعتقد ولأول مرة أن التواصل الروحي سيء فمنذ أن وصلت الآهات والحياة انقلبت سوى من تفكير عن الفقد فماذا فقدت نابلس لتتحول لصورة الأنين هذه، نابلس في صغري لم اعرفها سواها موطن فرح ممسكه بيد أبي وأمي والأهم صحن الكنافة من حلويات الأقصى ومذاقه الذي يرسم ابتسامة شريرة بأن ارغب بالمزيد، طفولة بين زوايا  المدينة أيعقل أن الجفى يقتل وهل قتلت نابلس اشتياقا لضحكت طفولتنا.

لم تتغير معالم أي شيء ‘لا من مشاعر اختلطت بالحزن عل أحد يفهم سببه ليداوي جرح مدينتا "نابلس".

التدوينات المنشورة تعبر عن رأي كتابها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي زمن برس.