أبو مازن يحرض

أبو مازن

درور إيدار

ما معنى ثقافة التسويغات عندنا في كل مرة يكشف فيها الفلسطينيون عن أنفسهم؟ نحن مذنبون الآن لأن أبو مازن دمر لليسار سحنته الساذجة.

فقد قام أمام أعيننا وكذب في أشد خطب تحريضه وفي أشد ما سمع الغرب من ممثل فلسطيني من خطب التحريض واستعمل مزاعم كانت توجه على السلطة الفلسطينية فألقاها علينا دون أن يطرف له جفن، ولم يقل كلمة واحدة عن سبب الحرب في الصيف ولا كلمة واحدة عن الانقلاب الذي خططت له حماس عليه. فهل تريدون أن نعتمد عليه؟.

اليكم كلمات أُدمجت بسخاء في الخطبة: قتل شعب، ونكبة جديدة، ودولة الاحتلال العنصرية، والفصل العنصري، والاستعمار، ودولة فوق القانون وغير ذلك. هذا لنا. وقد سربوا نظرية الكذب هذه قطرات في الصحف الاسرائيلية والجامعات مدة سنين. وخرجت من صهيون نظرية الى كل قلاع الليبرالية الاصولية في الغرب ممن يخجلون من الاعتراف بكرههم لليهود ويجدون بديلا عن ذلك بكراهية اسرائيل والتشهير بها.

أقتل شعب؟ في النصف الثاني فقط من القرن العشرين في أنحاء العالم الاسلامي – في الجزائر والسودان وافغانستان والصومال وبنغلاديش واندونيسيا والعراق ولبنان واليمن والاردن وتشاد وكوسوفو وطاجاكستان وسوريا وليبيا وغيرها – ذبح مسلمون ملايين المسلمين الآخرين والمسيحيين. والحديث في أكثر الاماكن عن قتل منهجي وحشي يلائم تعريف قتل الشعب، المثير للقشعريرة. ومن يهمه ذلك؟ إنهم مسلمون لا يهود يدافعون عن أنفسهم.

قبيل نهاية خطبة الشريك المعتدل وبعد أن قال إن ما انشأ الارهاب في منطقتنا هو العفو الدولي عن اسرائيل، تطرق أبو مازن الى قضية «الدولة الاسلامية»، داعش وقال: «إن مواجهة الارهاب الذي أصاب منطقتنا والذي لا أساس له ألبتة في الديانة الاسلامية المتسامحة أو في الانسانية – على أيدي جماعات مثل داعش وغيرها تنفذ فظائع وحشية قاسية – تتطلب أكثر من مواجهة عسكرية… إنها تتطلب… بتفضيل أعلى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي لارضنا وهو الذي ينشيء بأفعاله واستمراره صورة بغيضة لدولة ارهاب وارضا خصبة للتحريض والتوتر والكراهية».

اليكم حقيقة هذا الرجل: إنه لا يحلل ظاهرة «الدولة الاسلامية» ولا ينقض مصادرها الاسلامية بل تنديداته عامة كزعماء عرب آخرين. فقد جاءت داعش من المريخ، وهو من جهة اخرى يضع بازاء «الدولة الاسلامية» «صورة أقبح» هي دولة اسرائيل التي هي بحسب ما يرى الشريك المعتدل «دولة ارهاب» و»ارض خصبة للتحريض والتوتر والكراهية»، وهي في الحقيقة أخطر من قاطعي الرؤوس الاسلاميين، وإن روح هذا الكلام موجودة في الخطبة كلها، فما هو اذا جذر التمسك بالعجل الذهبي المسمى «مسيرة السلام»؟ هذا هو وقت الصحوة.

 

اسرائيل اليوم