الانتخابات القادمة لن تحسم من سيكون رئيس الوزراء بل في أيدي أي من الاحزاب سيكون أسيرا

انتخابات في اسرائيل

حصاد سنة في السياسة
بفلم باروخ ليشم

مع مرور يوبيل من السنين على قصاص الأثر الاعمى، ها هو تذكير لبرنامجهم الفكاهي في انتخابات 1984. شايكا ليفي يجلس أمام كومة من الصحف وهو يضحك ويبكي على نحو متبادل. «وهذه فقط صحف نهاية الاسبوع»، يقول بآهة. هذه هي صورة وضع سياسيينا، قبيل الانتخابات التالية، حسب صحف نهاية السنة.

نتنياهو. «كوكاكولا» تصدرت على مدى السنين المبيعات فتفوقت على «بيبسي كولا»، ولم تأبه بها على الاطلاق. ذات يوم، عندما بدأت «بيبسي كولا» تشبه خصمها، شرعت «كوكاكولا» بحملة ضدها. سارعت «بيبسي» إلى نشر اعلان كبير في الصحف تحت عنوان «الجبار تراجع»، بمعنى أنه خائف. هذا ما يحصل اليوم لنتنياهو عندما يساويه العمل في الاستطلاعات. يتراجع خوفا ويهاجم اليسار. وهو لم يعد نتنياهو المنتصر في انتخابات 2013 بل نتنياهو الخابي في انتخابات 1999.

بينيت. ظاهرا، يدور الحديث عن قصة نجاح ثابت في أعقاب صعوده في الاستطلاعات. ودعاية «أنا لا أعتذر» التي أطلقها تدل على أنه كسر يمينا ويؤيد فكرة شعب وحده يسكن. هذه رسالة ممتازة من أجل تجنيد اصوات اليمين المتطرف وملاحقة الليكود وقضمه. تجاه الوسط السياسي، الذي بدونه لا يمكن أن يكون رئيس وزراء في اسرائيل، هذه فكرة سيئة. بينيت لم يعد يمكنه أن يكون أخا لبيد، بل فقط الأخ الاكبر لنتنياهو.

هرتسوغ. رغم التحسن في وضع حزبه وفي صورته الشخصية، لا يزال لا يندفع إلى الامام. مع 23 – 24 مقعدا يحصل عليها في الاستطلاعات يمكن لهرتسوغ في افضل الاحوال أن يشكل حكومة أول بين متساوين كُثر. يحتمل أن من هذه الضائقة سيولد شعاره المظفر في الانتخابات: بوجي ليس زعيما، ولكنه صاحبك الذي سينجح في ادارة ائتلاف من المتناقضات. ليس كثيرا، ولكن هذا يضعه في موقف تفوق مقارنة بنتنياهو الذي فشل في هذه المهام.

لبيد. هو يعرف جيدا الشعار المعروف للشامبو ضد القشرة: لا فرصة ثانية لك لأن تعطي انطباعا أولا. رئيس «يوجد مستقبل» يفهم بأن هالته ستصل، اذا ما وصلت، في مستقبل أبعد. وكي يحصل هذا يتعين عليه أن يثبت بأن السياسي الجديد السيء قادر على أن يكون سياسيا قديما جيدا، وأن يختار بشكل افضل اخوته للطريق.

ليبرمان. كيف حصل أن سياسيا شعاره هو «ليبرمان أنا أصدقه» يختار دوما لقائمته الاشخاص الذين لا يمكن تصديقهم؟ فالتحقيق في الفساد بين رجاله يلقي بظلال حقيقية على مدى الاستقامة في حزبه. ينقصه فقط أن تتبين وعوده الآن للناخبين، في أنه مع المسيرة السياسية، كأحبولة انتخابية. لن يصدقه أحد بعد اليوم.

درعي. في الاعلان الاول الذي أخرجه أوري زوهر لشاس في 1984 قيل «جئنا إلى هنا، من كل المنافي، كي نعيش بطهارة وقداسة… المشكلة الحقيقية هي الوضع المتدهور للشبيبة في البلاد… عندما تكونون في صندوق الاقتراع لا تنسوا أن تميزوا بين القداسة والرمل». درعي، مجرم مُدان يدير حرب تشهير مع

ايلي يشاي، هو المقدس. الشبيبة المتدهورة هي التي قاتلت في حملة «الجرف الصامد». عندما تذهبون إلى صندوق الاقتراع لا تنسوا التمييز بين المقدس والرمال.

كحلون. قطع الطريق المعاكس من لبيد وتحول من سياسي قديم إلى جديد. وفي هذه الاثناء هذا لا يقول كثيرا عن كحلون بل يقول أكثر عن الجمهور، فهو يعتمد جدا على سيارته القديمة لدرجة أنه سيسره أن يستخدم اطارات مجددة فيها.

حسب الاستطلاعات، يمكن لشايكا ليفي أن يضحك وأن يبكي في اعلانات انتخابات 2015 ايضا. فهي لن تحسم من سيكون رئيس الوزراء بل في أيدي أي من الاحزاب سيكون هو أسيرا.

يديعوت

حرره: 
س.ع