أبو مازن لا يستنكر

أبو مازن

على إسرائيل أن تستمر في مطالبته بإدانة الإرهاب لأن التوقف عن ذلك هزيمة
 

غابي افيتال

في ليل السبت الاول من حزيران 2001، كان نادي الدولفيناريوم مليء بالراقصين الفرحين، مخرب عربي يضع حزام ناسف، يزرع الموت في النادي. قتل 21 شابا واصيب 120 آخرين باصابات مختلفة. قائمة الذين نددوا بالعملية كانت استثنائية بطابعها وتركيبتها. وزير الخارجية الكويتي ندد بهذا العمل، «الانتحار ضد المدنيين».

شخص واحد تردد، عرفات، كانت المصالحة مع اريئيل شارون بالنسبة له مهمة، وكان مهما بالنسبة له استخدام شمعون بيرس ليطلب من شارون ضبط النفس. وقد استجاب الاخير: «ضبط النفس هو من عناصر القوة». وتأخر الرد العسكري وانتظر موعدا آخر. في ليلة الفصح السابعة. فندق «بارك» في نتانيا. عرفات ندد. ولم يعد أي شيء سليما كما كان. كان التنديد شكلي مثلما فهمه أي عاقل.
تشرين الاول 2015 تلون بإرهاب السكاكين بقوة لم نشهدها من قبل. كانت هناك اوقات تخيلنا أن الإرهاب يزداد بشكل لا رجعة عنه. المحللون حاولوا أن يفسروا الإرهاب. ولماذا بقليل من القوة؟ لأن الاجابات كانت جاهزة عند كل محلل دون أي صلة بالزمن.
ما الذي لم يُقل عن دوافع الإرهاب؟ الفقر، الضائقة، اليأس، الاحتلال. وابتعدوا عن أمر واحد مثل الابتعاد عن النار: الدافع المركزي هو الدافع الديني. ومع ذلك فإن شيئا غريبا يحدث هنا: العناصر المؤججة والعناصر المهدئة تعمل في نفس الوقت، ومن نفس الاشخاص ـ وتحرك تطور الانتفاضة التي تعني اشعال المنطقة.
نحن نتوقع أن يكون الاستنكار يلائم مستوى الكبح. ونتوقع من أبو مازن الذي يلقي الخطابات الكاذبة ببث مباشر أن يستنكر الطعن بشكل ظاهري على الأقل مثل عرفات، لكن أبو مازن لا يفعل ذلك. هل يعفي نفسه من الامر الاساسي الذي يسمى «استنكار»، بالكلمات على الأقل. من واجب دولة اسرائيل أن تطالب بهذا الامر الرمزي كما تتصرف هي، لكن ليس بالقدر المطلوب، بالمقاطعة الاقتصادية أو السياسية انطلاقا من الوعي الاساسي أن معرفة الحقيقة ستصل إلى الاماكن التي تطرح فيها الحقائق التي تتسبب بالإرهاب العربي، من واجب اسرائيل أن تطالب بشدة من فوق كل منصة أن يستنكر من هو مسؤول عن إرهاب السكاكين.
صمت أبو مازن يزداد على ضوء التغير الكبير في الصحافة الالكترونية في العقد الاخير، أي وجود الشبكات الاجتماعية.
المزيد والمزيد من الخبراء يتحدثون عن الشبكات الاجتماعية كعامل مُسرع لمنتحري السكاكين. التعظيم والتغطية التي يحظى بها شاب عمره 13 سنة والذي هو مخرب حسب كل تعريف، يشجع شبان آخرين ويؤجج الغرائز ويزيد من لهيب الإرهاب أكثر فاكثر. أي الانتقال إلى الفعل حيث يتم استغلال هذه الشبكات الاجتماعية لزيادة الإرهاب.
ومن شأن هذه الشبكات أن تكون سلاح ذو حدين: استنكار من أبو مازن وكبح الإرهاب يكون كلمة مكتوبة بقلم حديدي وليس كلمة مكتوبة على الثلج.
أبو مازن يطالب بمفاوضات سياسية تكون نتيجتها معروفة مسبقا. الفرضية التي يجب أن توجه دولة اسرائيل هي ضرورة الاستمرار بالمطالبة بالاستنكار لأن التنازل عن ذلك يشير إلى «اليأس»، وهذا سيترجم في نظر أبو مازن كانتصار في نظريته المرحلية. محاربة الإرهاب من النوع الجديد، الذي يزداد عن طريق الشبكات الاجتماعية، تشبه لعبة الشطرنج. مطالبة اسرائيل بالاستنكار تأتي جنبا إلى جنب مع اجهزة الأمن وبدون أن ترتبط بذلك. ومثلما في لعبة الشطرنج مطلوب طول النفس والحكمة وتوقع الخطوات القادمة.
السؤال الاخلاقي المطلوب اضافة إلى طلب الاستنكار ووقف الإرهاب هو إلى أي حد يستطيع المجتمع الاسرائيلي تحمل مخربي السكاكين القتلى. كم من الدماء ستُسفك كي يفهم آخر المحرضين أن رغبة الشعب اليهودي بالحياة تتفوق على «بطولة» المخرب الذي يغرس السكين في ظهر عجوز يهودية عمرها 80 سنة؟.

اسرائيل اليوم 
 

حرره: 
م.م