قانون غير قانوني!

حنين زعبي

تنحية أعضاء الكنيست العرب يهدف إلى منع أي أمل مستقبلي لعلاقات طبيعية بين العرب واليهود

عميرة هاس

يبدو أنه يجب علينا أن نبدأ بالتعود على الكنيست بدون ممثلينا اعضاء القائمة المشتركة. بدون عايدة وجمال، بدون حنين ودوف، بدون احمد وأيمن. هذا ليس سهلا لأن وجودهم هناك كان بارقة أمل من السلامة وفي اطار الممكن. سلامة الدولة من اجل جميع مواطنيها حتى لو كانوا ينتمون لمجموعتين قوميتين.

قانون التنحية الذي تمت المصادقة عليه أول امس بالقراءة الاولى سيفتعل المشاكل بين «العرب الجيدين» وبين «السيئين». تعليق عضوية اعضاء «بلد» في جلسات الكنيست واخراج الجناح الشمالي للحركة الإسلامية خارج القانون كانت فصول اخرى في مجموعة من الاجراءات التي مرت بسهولة نسبية. ولكن كما قال عضو الكنيست أيمن عودة، إذا تم استبعاد اعضاء بلد «السيئين» بشكل نهائي فسيكون من الصعب عليه البقاء في الكنيست وسيمتنع ناخبوهم، العرب واليهود، عن التصويت لمن يعتبرهم اوري اريئيل وافيغدور ليبرمان واييلت شكيد «جيدين».
قانون طرد اعضاء الكنيست العرب موجه ضد اليسار (اليهودي والعربي). وهو سيزرع الخلاف ليس بين العرب «السيئين» و»الجيدين» فقط، بل ايضا بين اليسار والليبراليين. يمكن أن هذا القانون لن يضر بالمناضلات من اجل حقوق المرأة في حزب العمل. فهن حذرات جدا في اقوالهن في شؤون الدم، ليس مثل غزة والمستوطنات. فهن حذرات بدون قانون.
لن يتم سن قانون يمنع «التحريض» ضد رؤساء اتحادات أو ضد اصحاب شركات تدفع اجور متدنية للعاملات. النقاش الإسرائيلي يقبل أقوال كهذه طالما أن الأجر بقي متدنيا ورؤساء الاتحادات يحصلون على تخفيضات ضريبية كبيرة. أيضا ممثلو ميرتس يمكنهم الاستمرار في تمثيل مصالح اللهتافيين والعلمانيين في إسرائيل بفخر وبدون ازعاج. ولكن ليس مضمونا أن زهير بهلول يمكنه ربط لسانه إلى الأبد وأن عيسى فريج سيركز فقط على توسيع المنطقة الصناعية في كفر قاسم من اجل الحصول على ختم الصلاحية من سموتريتش.
عضوة الكنيست رفيتال سويد، من المعسكر الصهيوني، قالت وبحق إن «كراهية العرب تفتح عيون اعضاء الكنيست إلى أن يتم سن قانون لا يؤيده أي مستشار قانوني». هذا صحيح. فالمستشار القانوني للحكومة افيحاي مندلبليت الذي كان في السابق نائبا عسكريا عاما قال إن القانون اشكالي، لكنه أوضح ايضا أن القانون لا اشكالية تشريعية فيه. باختصار، القانون قانوني مثلما أن هدم أم الحيران وطرد سكانها قانوني، مثل عدم توفير المياه والكهرباء للقرى الفلسطينية «الغير معترف بها» (على جانبي الخط الاخضر) قانوني وقوانين مصادرة اراضيهم.
حسب التقارير، قالت سويد ايضا لرئيس لجنة الدستور، عضو الكنيست نيسان سلوميانسكي: «سيأتي اليوم يكون فيه هذا القانون ضدك. في يوم ما ستكون هنا اغلبية تقرر أن من لا يندد بشبان التلال ويؤيد مملكة إسرائيل، يعمل ضد دولة إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية. فماذا ستفعل؟». عندما يتعاظم مرض التنحية يجب علينا تهيئة أنفسنا لمرحلة أكثر يمينية وأكثر قمعية. قانون تنحية العرب يهدف إلى افشال مجيء اليوم الذي سيفهم فيه المجتمع اليهودي الإسرائيلي أن الاستيطان خطير على اليهود والعرب معا.
القائمة المشتركة، ورغم وبسبب التوتر في داخليها، إلا أنها تمثل في دولتنا ثنائية القومية امكانية التطبيع غير المزيف. نعم، رغم وجود التناقضات ورغم المشكلات التي لم يتم حلها بعد ورغم وجود الفروقات في وجهات النظر. حقيقة أن اعضاء كنيست فلسطينيين يمثلون ناخبين يهود ايضا (حتى لو كانوا قلة) وعضو كنيست يهودي يمثل ناخبين فلسطينيين، وضعت الخطوط لمستقبل مختلف وممكن. الآن يبدو أن هذا المستقبل خياليا أكثر.
هآرتس 2/3/2016
 

حرره: 
م.م