التحقيقات مع الزبيدي: كأسير... لن أجلس ساكنًا

التحقيقات مع الزبيدي: كأسير... لن أجلس ساكنًا

زمن برس، فلسطين:  فيما يواصل الأسير زكريا الزبيدي إضرابه عن الطعام لليوم السادس على التوالي، احتجاجا على عزله انفراديا في ظروف قاسية، نشرت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، مساء الإثنين، مقاطع من محاضر التحقيقات التي أجراها عناصر جهاز الأمن العام (الشاباك) مع الأسير الزبيدي، بعد إعادة اعتقاله إثر عملية الفرار من سجن الجلبوع برفقة خمسة أسرى آخرين.

وأوردت القناة الرسمية الإسرائيلية، في نشرَتِها المسائية، الإثنين، توثيقا صُوّر بواسطة كاميرا مراقبة مثبتة على جدران السجن الخارجية، أظهر خروج الأسرى واحدا تلو الآخر من النفق الذي حفروه من الزنزانة رقم 5 في سجن الجلبوع شديد الحراسة؛ وبعد ساعة ونصف من هروب الأسرى، أظهر التوثيق حراس السجن وهم يمشطون موقع فتحة النفق، بواسطة مصابيح يدوية.

وأسرى عملية الجلبوع الستة هم: محمود عارضة (46 عامًا) من سكان عرابة قضاء جنين، يعقوب قادري (49 عامًا) من سكان عرابة قضاء جنين، أيهم كممجي (35 عامًا) من سكان كفردان، مناضل انفيعات (26 عامًا) من سكان يعبد قضاء جنين، محمد عارضة (40 عامًا) من سكان عرابة قضاء جنين وزكريا زبيدة (45 عامًا) من سكان جنين؛ وجميعهم يتبعون لحركة "الجهاد الإسلامي" باستثناء الزبيدي الذي ينتمي إلى "كتائب شهداء الأقصى" التابعة لحركة "فتح".

نسخة الشاباك للتحقيقات مع الزبيدي

ومن مقتطفات محاضر التحقيق مع الزبيدي التي نشرتها "كان 11"، جاء أن عملية الفرار نفذت في السادس من أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد أن شك الأسرى بأن أحد السجانين اشتبه "بكميات من الرمل قرب زنزانة الأسرى وفحص المجاري واشتبه في شيء ما".

المحقق: كيف علمت بالنفق وخطة الهروب؟

الزبيدي: قبل نحو شهر جاء كممجي لزيارة قسمي في السجن، وقال لي: هناك عملية فرار. لم يذكر أين بالضبط ولا مع من. قال: اطلب الانتقال إلى القسم رقم 2 في أسرع وقت ممكن.

المحقق: لماذا وافقت على الهرب معهم؟

الزبيدي: سجين يقبع في زنزانة ويمكنه أن يخرج، ألن يوافق على ذلك؟ لا أحد يرفض ذلك. الطائر، تضعه في قفص في منتصف المنزل، تطعمه وتسقيه، ولكن إذا فتحت الباب، لا بد أن يطير. إذا فتحت لي، كسجين، الباب، فلن أجلس ساكنًا.

المحقق: لكن لم يفتح لك أحد الباب ولم تغادر من الباب.

الزبيدي: من الباب، من الشباك. حيثما يوجد فتحة، تخرج من السجن.

المحقق: لماذا اختارك السجناء (الأسرى) للهروب معهم؟

الزبيدي: لأنني شخص محترم وسمعتي طيبة. ربما فكروا في تسليم أنفسهم للسلطة الفلسطينية، وأنا إذا خرجت من السجن، سأذهب مباشرة إلى السلطة الفلسطينية. أحصل على راتب من السلطة الفلسطينية، فأنا أعمل لديها.

المحقق: ماذا قيل لك عن خطة الهروب؟

الزبيدي: قالوا لي لدينا نفق منذ فترة طويلة. لا أحد في القسم يعلم بذلك، ولا حتى أسرى "الجهاد الإسلامي"، ولا تتفوه بكلمة واحدة. سألت: متى سنهرب؟ قالوا: بمجرد أن ننتهي من الحفر. قلت لهم: هل تريدون المساعدة؟ هل يجب أن أحفر؟ قالوا: لا، لا شيء. منذ اليوم الذي رأيت فيه النفق، لم أدخل إلى الزنزانة رقم 5 حتى موعد تنفيذ عملية الهروب.

الزبيدي: أخبرني محمود العارضة أن هناك قرية عربية، والمسجد يُرى من السجن. قال: "سنصل إلى هناك، نطلب مكالمة هاتفية من شخص ما، تأتي سيارة وتأخذنا إلى جنين". قلت له: هذا خطأ، يجب أن نهرب إلى جنين مباشرة. هذا أسرع. رفض، فقلت: أنت المسؤول ولست أنا الشخص الذي يقرر.

الزبيدي: في يوم الهروب قال لي كممجي: اطلب الانتقال إلى الزنزانة رقم 5 اليوم. قبل ذلك بوقت قصير، قام أحد السجانين بفحص المجاري واشتبه في شيء ما. رأى رملا بالقرب من الزنزانة. كان السجناء خائفين من اكتشاف النفق، وقرروا أن نهرب في ذلك اليوم.

ووفقا للرواية التي نقلها الشاباك عن الزبيدي: "بعد مشي مسافة ميلين، غيّر الأسرى الهاربون ملابسهم. ووصلوا إلى قرية الناعورة قبل شروق الشمس بقليل. هناك، حاولوا الحصول على المساعدة، وتوجهوا إلى مسجد وبقالة".

وأضاف الزبيدي، بحسب الشاباك: "وصلنا إلى بستان قرب طمرة وبقينا هناك أربعة أيام. أكلنا من الشجر: الصبر والتين والخروب. استخدمنا الترانزستور لمعرفة المكان الذي يبحثون عنّا فيه، وما إذا كانت هناك أية حواجز. كما سمعت في المذياع (راديو) أنه تم القبض على اثنين من السجناء".

وأشار الزبيدي إلى محاولات فاشلة من الشرطة لإلقاء القبض عليه، اقترب منه عناصرها وهو برفقة الأسير محمد عارضة.

وقال، بحسب نسخة الشاباك للتحقيقات: "ذات مرة وصلت سيارة شرطة واختبأنا تحت شجرة. وصلت سيارة أخرى ووقف الضباط على مسافة متر واحد منا. غادروا بعد حوالي ساعة، لكنني أدركت أن أحدهم أبلغ عنا، لأن شرطيا ذكر اسمي".

الزبيدي مضرب عن الطعام

وعلى صلة، قال مسؤول الإعلام في دائرة شؤون الأسرى والمحررين، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسن عبد ربه، إن "الأسير زكريا الزبيدي شرع في إضرابه عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة غير الإنسانية التي يتعرض لها كبقية المعاد اعتقالهم".

وأضاف عبد ربه: "زكريا محتجز في العزل في سجن بئر السبع ("إيشيل") في زنزانة مراقبة، ولا يتوفر لديه أي ملابس أو مقتنيات أو أغراض شخصية".

وتابع أن الأسير "يحرم من الزيارات العائلية ومن الكانتينا (الشراء من متجر السجن)، ويعاني من وضع صحي صعب بعد الاعتداء الذي تعرض له خلال الاعتقال، والذي أدى إلى كسور في الفك وكسور في ضلعين من أضلاع القفص الصدري".

وتابع المسؤول الفلسطيني أن الأسير الزبيدي اتخذ "خطوة احتجاجية للمطالبة بتحسين الشروط الاعتقالية له وتوفير الاحتياجات اللازمة".

وأشار إلى أن العزل في السجون الإسرائيلية يعني "بقاء الأسير داخل زنزانة لا تزيد عن 5 أمتار مربعة، وعدم السماح له بالخروج إلى الفورة (ساحة السجن)، مع المنع من التفاعل والاحتكاك مع الأسرى الآخرين".

وقال إن الأسرى المعزولين "يجبرون على تناول الطعام المقدم لهم من إدارة السجن، رغم سوئه كمّا ونوعا، ولا يملكون وسائل للطبخ ولا حتى عمل الشاي والقهوة".

وزكريا الزبيدي (46 عاما) موقوفا منذ عام 2019، وأفلت من الاغتيال 4 مرات، ويتهم بأنه قائد كتائب شهداء الأقصى في جنبن، المحسوبة على حركة "فتح".