الصهيونية أقوى من الوهم الفلسطيني

تسفيكا فوغل
إن الشرق الاوسط غير المتوقع يوجب علينا أن نعيد تقدير الوضع في كل يوم تقريبا، فالعالم العربي كقِدرٍ تغلي. وهناك من جهة الجيوش الارهابية لحماس وحزب الله والقاعدة وداعش، ومن جهة اخرى الدول القابلة للاصابة وهي العراق ومصر ولبنان.
ويوجد من جهة من لا هوية لهم من الفلسطينيين والسودانيين والثوار السوريين الذين لا مستقبل لهم ومن الجهة الاخرى المسلمون المتطرفون في ايران وقطر وتركيا الذين يعرضون المستقبل للخطر. ويُحدث كل اولئك امكانات سيناريوهات لا ينجح في تخيلها حتى أكثر كُتاب السيناريوهات في هوليوود قدرة. وقد يصبح عدو الأمس حليف الغد، أما ما يكون بعد غد فأمر آخر جديد.
بدأ العالم الغربي يدرك الوضع الذي لا يتفق مع المنطق ومع العقل السديد، وبدأ يدرك أن الطريق الوحيد لتنظيم غير المنظم هو عدم الاستسلام له. واذا لم ننجح بقوى مشتركة دولية في علاج غصون الشجرة الاسلامية المسمومة المتطرفة اليوم فسنضطر الى اجتثاث الشجرة كلها في المستقبل غير البعيد، ولا يريد أحد أن يصل الى حرب عالمية ثالثة والاسلام يملك سلاحا ذريا ويعيدنا الى عصر الظلام، أو كما قالت ألبرت آينشتاين: «سيستعملون العصي والحجارة في الحرب العالمية الرابعة».
كانت خطبة أبو مازن الكاذبة المشحونة بالكراهية في الامم المتحدة متوقعة. لأنه ما الذي يمكن أن نطلبه من سياسي فلسطيني غير قادر على اتخاذ قرارات، يمد يده الى قادة حماس في غزة ويُدبر سياسة الباب الدائري مع مخربي حماس في يهودا والسامرة؛ وممن يتحدث عن السلام والتسامح بالانجليزية، ويتحدث عن حق العودة بلغة عربية أدبية. إن احراز هدوء مع حماس عند أبو مازن الذي يبغضها أكثر من كل شيء أهم من السلام معنا، فهو يخشى على نفسه أكثر مما يهتم بمستقبل الفلسطينيين، وليس له أدنى قدر من الزعامة وقوة الحضور المطلوبتين من زعيم يجب أن يتخذ قرارات عن مصالحة يمكن أن تحيي أمل السلام.
إن من اعتمد على أبو مازن ليقود السكان الفلسطينيين الى السلام والتعايش وجد محمود عباس بعد الخطبة في الامم المتحدة في كامل روعته وهو الذي ترعرع في دمشق وكبر مواطنا في قطر وعضوا في قيادة أيلول الاسود التي نفذت مذبحة الرياضيين في ميونيخ، وأنهى شهادة الدكتوراة التي أنكر فيها الكارثة. إن أبو مازن هو نافخ ريح الدعم في شراع سفينة الارهاب الواهنة، والذي يؤمن بأنه سينجح بالكلمات والبدلة وادعاء المسكنة بالقضاء على دولة اليهود. إننا نحارب لاحلال السلام وهم يريدون السلام للاستعداد للحرب التالية.
قال اسحق رابين في وقت مضى «السلام يصنع مع الأعداء»، بيد أن أعداءنا لا يريدون السلام. فحزب الله ينفذ أمر آيات الله في ايران ولا يعرف كلمة السلام. وحماس تعرف الكلمة لكنها لا تعترف بنا.
ويعترف الفلسطينيون المعتدلون بنا اعترافا محدودا ويعرفون الكلمة لكنهم غير مستعدين لأن يكونوا جزءا من المسيرة على اختلاف معانيها.
ولما كان الامر كذلك وعن ادراك بالواقع الاقليمي الذي هو فرع واحد فقط من تلك الشجرة المسمومة، لم يبق لنا سوى أن ندرك أن الطريق الوحيد هو أن نقود الوضع الحالي الى أقصاه. فاما أن يعالج الورم الخبيث وإما أن يقطع العضو، وإما أن يُشفى الفرع وإما أن نقطعه. ويجب على الفلسطينيين أن يقرروا هل يأتون جميعا معا الى تسوية دون سلاح ودون تهديد أم يستمرون على حروبهم الداخلية، وأنا أفضل الآن الاعتماد على الجيش الاسرائيلي وألا تغرني حلاوة ألسنة الساسة الفلسطينيين.
٭ عميد احتياط
إسرائيل اليوم